وصيتي قبل مماتي.......
لا اعلم لما اغلق تمردي ؟ ربما حزني افسد عليكم ابتسامتكم ؟
فارجو المعذره لما كان وما سيكون وهي انا ذا اكتب هنا بينكم
وصيتي قبل مماتي ...
واكتب اليك يا حبيبي وصيتي
وصية مماتي
لا تحزن حبيبي
أن فتحت جريدة صباحية
وقرأت اسمي بين السطور
في الزاوية المرعبة من قائمة الوفيات
فهو الحقيقة الوحيدة
والقدر الوحيد الذي لاينكره عاقل..
ويقينا منا بأنه آت ذات يوم لامحاله..
فقد اصبح هذا الموت في كل مكان..
واصبح كالشبح يطاردنا حتى يدركنا..
فحكاياته المرعبة يا سيدي ما عادت تخيفني..
وما عدت اجزع منه..
فهو راحتي بعد تلك المسافة الطويلة في هذه الحياة..
بعد كل ذلك الكم من
التعب..
والشقاء..
والعناء..
والبكاء..
فلا تحزن..
ولا تيأس..
ولا تذرف دموعك هناك..
عند شاطئ البحر ..
ولا تخبر البحر بنبأ رحيلي..
فهو اشدكم حزنا علي..
وهو اكثركم معرفة بي..
فلا تُبكيه..ولا تَبكي علي..
فقط امنحني قصيدة شعرية واهدني اياها
على ضفاف شواطئ احزاني
واكتب على رمال الطريق
واعترف ولو لمرة
بأنني كنت اعشقك
وانني كنت احبك حبا جما
وانني بكيتك حد الهلاك
وانني احببتك حتى الممات..
ومع موت الهمسات واني مت
ولا تستسلم لنبأ رحيلي..
ولا تجعله يهز تلك الاعماق الرائعه فيك..
ويخيل الي بان رحيلي سيكون قاس عليك..
فقد يذهلك..
وقد يزعجك..
وقد يرعبك..
وقد يؤلمك..
وقد يزلزلك..
وقد ينسفك..
وقد يكسرك.
وقد يبعثرك..
بعد رحيلي..
وقفي هناك وحدثني
وحاورني كما عودتني..
واخبرني باخبارك واخبارهم..
وكيف جرت بك الدنيا من بعدي وبعدهم..
وكيف اصبحت الدنيا بعد غيابي..
وكيف اصبح لون الايام بعد رحيلي..
وكيف حال الاشعار من بعدي..
وكيف باتت خواطري...
ولا تبكي.. حين تتذكر تفاصيلي..
ولا تنهار بدموعك حين تتذكر بانني ماعدت هناك..
ما عاد هناك من ينتظرِك بشغف
وينتظرك بخوف..
وينتظرك بحنين..
وينتظرك بشوق..
وينتظرك بألم..
وينتظرك..
وينتظرك..
وانت في حرقة من زحمة اقدارك
تفكرِي في ذلك القلب الذي احرقه انتظارك..
ما عاد هناك من يبكي اللحظات بدونك..
وما عاد هناك من يشكي مرور الوقت في غيابك..
وما عاد هناك من يحصي الثواني للقايك..
لا تبكي لان الدنيا حرمتك مني..
فقد حرمتني منك قبلا..
لا تبك ..
فأنت من فتح لي ابواب قلبك في لحظة صدق..
ووهبني الحب بلا تردد..
ومنحني الآمان بلا حدود..
وغمرني بأحلامه..
وغمرني بعطائه..
لا تبكي..
لأنني فاجئتك يوما بالرحيل..
وتلاشيتُ في الهواء كبخار الماء..
وودعتك في صمت هادئ كالغرباء..
منقول
الأحد 27 يناير - 6:20 من طرف قصة رجل حر