ما حدث من اعتقالات وترحيلات في الكويت لمجموعة من الشباب تقدر تقريبا بـ 33 مواطنا مصريا كانت جريمتهم أنهم تجمعوا في أحد المطاعم للإعلان عن دعمهم للجمعية الوطنية للتغيير فما كان من أجهزة الأمن الكويتي التي علمنا أنها كانت تعمل بالتنسيق مع جهاز أمن الدولة المصري إلا اعتقال الشباب، ووضع عصابات على أعينهم وحبسهم انفراديا ثم ترحيلهم لمصر، وهو رد فعل نبالغ فيه بشكل كبير لأنه لم يحدث أساسا ما يعكر صفو الأمن في الكويت التي يزعم نظامها أنه ديمقراطي وتعددي ويحترم حرية الرأي والتعبير .. أم أن الحرية لا يجري الاعتراف للأغيار بها، كما يجري التمييز دائما ضد غير الكويتيين حتى من ولدوا في الكويت ومن أمهات كويتيات ويعتبروهم بدون جنسية ولا حقوق لهم.
لقد صدمنا في تصرف الحكومة الكويتية الغريب، التي كان ينبغي لها أن تتعلم من تجربتها ومن معانات شعبها الذي تعرض للاحتلال لفترة، ويدرك معنا الاعتقال وعصب الأعين وإرهاب المواطنين المصريين، والالقاء بهم خارج الحدود وقطع أرزاقهم بهذه الطريقة الهمجية بدون تحقيق أو محاكمة أو إي إجراء قانوني.
هل تستطيع أي دولة في أوروبا طرد الناس حتى المهاجرين غير الشرعيين بدون عرضهم على القضاء؟!! أم أن ما جرى في الكويت هو إصرار على الإعلان عن التخلف والقمع الذي بات المواطن العربي يعاني منه في بلاده وفي البلاد العربية الأخرى الذين لم ينجحوا إلا في التحالف لقمع شعوبهم وإذلالهم وتخويفهم.
لقد أراد شيوخ الكويت مجاملة الطاغية مبارك ونظامه على حساب الشعب المصري الذي لم يقدروا مشاعره ولا آماله وطموحه، واستكثروا أن يغضوا الطرف أو يقفوا على الحياد في النقاش السياسي العام الجاري في مصر، واختاروا أن يكونوا أداة في يد الطاغية لإرهاب المصريين في الخارج والحد من انطلاقتهم التي بات النظام يرهبها حيث يعيش الملايين من المصريين في منطقة الخليج، فأرادوا إرهابهم ومقايضتهم على لقمة عيشهم وعيش أسرهم وهو دور خسيس لن ينساه المصريون لحكام الكويت، الذين نتمنى لهم ولغيرهم أن يأوبوا إلى الرشد والأخوة والعروبة والجوار، ولا سيما وأننا لا نشجع أي مصري على خرق قوانين هذه البلاد الشقيقة التي تستضيفهم ويساهمون في نهضتها وفي رفعتها، فهذا ما ننتظره من الأشقاء في وقت وصلت فيه الأوضاع في مصر للحد الذي لا يرضي عدو ولا حبيب.
إننا نتمنى أن تتدارك الحكومة الكويتية الخطأ وتسمح بإعادة العمال المصريين المبعدين وأن تنأى بنفسها عن معادة الشعب واستفزازه على حساب مجاملة الطاغية وعصابته الحاكمة رغم أنف شعب مصر.