المسرح فى الهيئة العامة لقصور الثقافة
كتبهامحمد بحيرى ، في 10 يناير 2007 الساعة: 12:14 م
المسرح فى الهيئة العامة لقصور الثقافة
******************
مما لاشك فيه أن المسرح هو الواجهة الحضارية للأمة فالفنون بصفة عامة هى المرآة التى تعكس حضارات الشعوب
والمسرح فى الهيئة العامة لقصور الثقافة يلعب دوراً هاماً وخطيراً … ليس فقط لأنه المتنفس الوحيد للهواة والذى يعطيهم حقهم الطبيعى فى ممارسة الهواية .
ولكن لكونه يغطى مساحة كبيرة من خريطة الوطن … ولما له من تأثير مباشر وقوى فى صياغة الوعى الجمعى من خلال إعادة صياغة الواقع فى أطر أيديولوجية وفكرية …. وهنا تكمن خطورة المسرح كوسيلة من وسائل التعبير الفنى المؤثر ..
وتنجلى أهميته وأهمية التفكير فى تطويره والاهتمام به وبدوره الفعال فى المجتمعات .
وللتفكير فى تطوير مسرح الهيئة العامة لقصور الثقافة علينا أن نناقش بهدوء مشاكل المسرح فى الهيئة .
ـــــــــــــ
وتتلخص مشاكل المسرح فى عدة متقابلات نلخصها فى الأتى :
ــــــــــــــــــــــــــــــ
o شرائح كثيرة <> ميزانيات محدودة
o مواقع كثيرة <> أماكن مخصصة قليلة
وغير مجهزة
o الكم <> الكيف
o أكاديميون <> هواه
o آليات إنتاج فنى <> آليات إدارية
( عراقيل )
o خطاب مرجو <> الخطاب الفعلى
o منتج فنى مرجو <> واقع الانتاج الفنى
ــــــــــــــ
وبتأمل كل المتقابلات السابق ذكرها نخلص إلى أن أهم المشاكل تكمن فى التدبير المادى ( الميزانيات ) .
وحلها لا يأتى بتقليص عدد الشرائح المسرحية فهذا الحل يتعارض أصلاً مع الرسالة الأساسية للمسرح فى الهيئة العامة لقصور الثقافة ويقلص دوره .
ولكن هناك حلول كثيرة لهذه المشكلة تتوافق مع الإبقاء على عدد الشرائح كما هى نطرح منها :
1. فتح حساب خاص ( فرعى من حساب الهيئة العامة لقصور الثقافة ) باسم الفرقة الأم فى كل محافظة
2. يسمح للفرق بالإعلان داخل بانفلت الدعوة الخاص بعروضها للمحال التجارية الكبرى نظير مقابل مادى يورد فى الحساب المفتوح لها والسابق ذكره
3. يسمح بأسلوب الراعى الرسمى فى الإنتاج لبعض الفرق طبعاً بشروط تحددها الهيئة ويتحمل الراعى تكاليف الإنتاج
4. إقامة العروض برسم دخول رمزى تدخل حصيلته الحساب المفتوح للفرقة
5. تأجير المسارح فى فترات توقف الإنتاج ( العروض ) للقطاع العام والخاص برسم تحدده الهيئة وفق طبيعة كل موقع وتدخل الحصيلة فى الحساب المفتوح للفرقة التابع لها المسرح
6. عمل بروتوكولات تعاون فى الإنتاج بين الهيئة والشباب والرياضة والجامعة والتربية والتعليم
7. استخدام أسلوب التليفزيون فى تخفيض نفقات الإنتاج وذلك بإلزام المواقع بتصنيع بانوهات ذات مقاسات ( ستندر ) تسمح بإعادة تكوينها وتشكيلها وفق متطلبات العروض المختلفة مما يوفر مستقبلاً فى شراء خامات جديدة … على أن يقوم بوضع مواصفات هذه البانوهات والتى تعتبر بنية أساسية مجموعة متخصصة من مهندسى الديكور
8. إقامة دورات تدريبية فى كل عناصر العملية المسرحية بمقابل رمزى يدخل للحساب الخاص للفرق
9. السماح بقبول التبرعات والهبات من الهيئات المختلفة ورجال الأعمال ودخول هذه الحصيلة على الحساب الفرعى والخاص بالفرق .
كل هذه المقترحات كفيلة بتخفيض أعباء الإنتاج دون اللجوء إلى تقليص عدد الشرائح … بل ومن الممكن أيضاً أن تساهم فى حل مشكلة التجهيزات فى المواقع
******************
· إن ما يميز مسرح الهيئة العامة لقصور الثقافة عن البيت الفنى للمسرح أمران :
1. مسرح الهيئة العامة لقصور الثقافة ملعب خالص للهواه .
2. لا مركزية العروض وأتساع نطاق الخدمة ليشمل كل مكان فى الجمهورية…. بينما عروض البيت الفنى للمسرح تتمركز فى العاصمة وبعض الشواطىء
وللحفاظ على هذه السمات :
أولاً : يجب أن يقتصر دور الأكاديميين فى مسرح الهيئة العامة لقصور الثقافة على :
( التخطيط ـ التدريب ـ الإشراف ـ المتابعة )
وتترك كل عناصر العملية الفنية بيد الهواة ( إخراج ـ تمثيل ـ ديكور وملابس ـ تأليف ـ موسيقى وألحان …. الخ )
ثانياً : الحفاظ على أتساع نطاق الخدمة التى يقدمها مسرح الهيئة العامة لقصور الثقافة
*****************
· أما قضية الكم والكيف فإنه من المؤكد أن زيادة المنتج وتنوعه سوف يفرز بالتأكيد عدد لا بأس به من الأعمال المتميزة والتى يمكن أن يلقى عليها الضوء بعد ذلك وتأكيدها من خلال إشراكها فى المهرجانات وتنظيم برنامج لتنقل هذه العروض بين المواقع الثقافية فى أنحاء الحمهورية .
*****************
· تمر عملية الإنتاج المسرحى بالهيئة العامة لقصور الثقافة بمرحلتين :
1. مرحلة تحضيرية فنية و إدارية
2. مرحلة تنفيذية فنية و إدارية
المرحلة الأولى:
وتشمل إختيار المخرجين للفرق وتقديم المشاريع الفنية والمقايسات …. ويطلب فى هذة المرحلة من المخرجين تقديم مشروع محدد فيه النص والتصور الكامل لإخراجه موضحاً فيه الخطاب الدرامى أماكن الحذف أو الإضافة وأماكن الأغانى والاستعراضات وأسلوب الإخراج…الخ ويقدم إلى إدارة المسرح….. ورغم منطقية ومشروعية هذا إلا أن له سلبيات كثيرة منها :
1. إنها تعطى الفرصة لمحترفى كتابة المشاريع على الورق رغم فقدان عدد غير قليل منهم للقدرة على تحقيق أحلامه وتصوراته على أرض الواقع فهو لا يملك التكنيك ولا الخبرة العملية والعكس أيضاً صحيح هناك من لا يملك المقدرة على صياغة أحلامه نظرياً رغم امتلاكه القدرة والخبرة والتكنك اللازم لحقيق أحلامه
2. قد تغير أرض الواقع والتجربة العملية خطة الإخراج وأسلوب التناول كليةً كل ما كتبه المخرج فى مشروعه وبذلك يتحول المشروع إلى مجرد جواز مرور يمر به المخرج لإخراج الشريحة لذا يجب أن يقتصر المشروع على أسم النص والخطاب الذى سيركز علية المخرج
*******************
المرحلة الثانية :
مرحلة التنفيذ
الهيئة مليئة بالكوادر الفنية والإدارية وعلى مستوى عالى من الكفاءة ولكن يبقى أن يتفهم الجميع ماهية الإنتاج الفنى وطبيعتة
وأن توضع ضوابط لضمان التزامن بين الآليات الفنية و الآليات الإدارية للإنتاج .
لذا يجب إعداد القائمين بالعمل الفنى عن إقامة دورات تدريبية فى آليات الإنتاج الفنى
حتى نضمن فى النهاية خبرات متخصصة فى الإنتاج بكل فرع من فروع الثقافة على مستوى الجمهورية .
****************
v لضمان قاعدة كبيرة من المؤلفين المسرحين وبالتالى نصوص كثيرة جيدة .
يتم تشكيل لجنة للقراءة بكل فرع من الفروع الثقافية التابعة للهيئة تكون مهمتها :
1. تجميع النصوص المسرحية من مؤلفى الفرع
2. قراءة هذه النصوص واختيار الجيد منها
3. رفع النصوص المختارة إلى لجنة القراءة بإدارة المسرح بالهيئة
وبذلك تخضع النصوص لأكثر من لجنة للقراءة قبل إجازتها للإنتاج .
وكذلك تحول النصوص المسرحية الفائزة فى مسابقات الثقافة العامة إلى لجنة القراءة بإدارة المسرح .
أرى أن هذا الإجراء يتيح الفرصة للحصول على غير قليل من النصوص الجادة والجيدة تكون ركيزة لإنتاج أعمال ذات خطاب درامى جاد.
****************
v إنشاء شعب للتجارب بكل فرع تشترك فيها وتتكامل كل الشعب الفنية والثقافية بالفرع ( نادى الأدب ـ نادى المسرح ـ فرق الموسيقى ـ الفنون الشعبية ـ الفنون التشكيلية ….. الخ )
لإنتاج تجارب مسرحية من إبداع الرواد … وتكون من مهام هذه الشعبة الإعداد للاحتفالات الخاصة بالمحافظة التى يتبع لها الفرع
ان يرتكز إنتاج هذه الشعبة على رصيد الديكورات والمناظر والملابس الموجودة بمخازن الفرع وعلى الدعم المادى من المحافظة إن وجد .
كل هذه الأفكار نتصور أنها قد تساهم فى تطوير المسرح بالهيئة فى ظل الموارد والإمكانيات المتاحة دون الحاجة إلى تقليص عدد الشرائح
والله الموفق …
الرئيسية 
