في اعتراف لا يبرر الجـريمـة النكراء-بن أليعازر يزعم أن الجنود القتلي في مذبحة روح شاكيد-كانوا فلسطينيين وليسوا مصريين!أوساط دبلوماسية مصرية: الكشف عن الجريمةفرصة لتحريك القضية ويجب إبلاغ المحكمة الجنائية الدوليةالمصدر : الأهرام المصرية
التاريخ :4=3=2007
بقلم: غزة ـ من أشرف ابو الهول
في اعتراف لايبرر الجريمة ولايعفي من ضرورة التحقيق والمساءلة قال وزير البنية التحتية الإسرائيلي بنيامين بن أليعازر: إن وحدته شكيد قامت بقتل250 جنديا عام67 مبررا ذلك بأنهم فلسطينيون وليسوا مصريين بعكس ما جاء في فيلم وثائقي اسرائيلي عرضته القناة الأولي ليلة الأحد الماضي وأكد بالصوت والصورة وقوع مجزرة ضد جنود مصريين عقب انتهاء القتال في يونيو.1967
وأصدر بن أليعازر بيانا بعد الضجة التي أثارها نشر الأهرام لسلسلة من الأخبار والمتابعات عن الفيلم في مصر وخارجها نفي فيه تورطه ووحدته بإعدام250 جنديا مصريا في حالة غير قتالية. وأكد بن أليعازر ان وحدة شكيد التي تولي قيادتها وقتذاك لم تقتل بدم بارد جنودا مصريين انما قتلت250 جنديا فلسطينيا من لواء الفدائيين.
وردا علي تداعيات الفيلم قال بن أليعازر في رد رسمي: فعلا تم في احدي معارك حرب67 قتل جنود فيلق فلسطيني نشيط في منطقة قطاع غزة ضد اهداف اسرائيلية وخاصة ضد وحدة شكيد وأضاف لم يقتل أولئك بدم بارد انما خلال القتال تلقيت تعليمات بادارة معركة ضد الفدائيين الفلسطينيين.
وكان الدكتور عزمي بشارة رئيس الحزب الديمقراطي العربي قد اشار في بيان أمس الأول الي انه سبق وكشف عام2001 عن تورط بن أليعازر في مجزرة بحق الجنود المصريين عام1967 وذلك استنادا لكتاب صدر عام1994 بعنوان كتاب شكيد للمؤرخ أوري ميليشتاين. وأشار د. بشارة الي ان المؤرخ المذكور جمع شهادات تشير لتورط الوحدة المذكورة في تصفية المئات من المصريين والفلسطينيين بعد انتهاء الحرب وبعد استسلامهم في كثبان الصحراء بالقرب من العريش.
وصرح السفير محمد شاكر نائب رئيس المجلس المصري للشئون الخارجية لمحمود النوبي مندوب الأهرام بأن ما اذاعه التليفزيون الإسرائيلي يعد فرصة يجب انتهازها لتحريك هذه القضية التي راح ضحيتها جنود مصريون عزل بلا سلاح.
وشدد علي أنه لايجب التفريط في حياة أي مصري مهما مرت السنون, مشيرا الي ضرورة ان تقوم مصر بإثارة هذا الموضوع مع السلطات الاسرائيلية. سواء من خلال سفارتنا في تل أبيب أو استدعاء السفير الإسرائيلي بالقاهرة والمطالبة بالحصول علي نتائج التحقيقات التي توصلت اليها اللجنة المشتركة التي شكلت عام1995 للتحقيق في هذه المذابح ضد الجنود المصريين.
وأكد دبلوماسيون مصريون سابقون وخبراء ورجال قانون ان جرائم الحرب التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية ضد الجنود المصريين بعد توقف الحرب في يونيو1967 لا تسقط بالتقادم, واعتبروا ان الفيلم الوثائقي الاسرائيلي روح شكيد الذي بثته القناة الأولي الاسرائيلية دليل ادانة جديدة يجب الاستمساك به وتقديمه الي محكمة جرائم الحرب لاتخاذ اجراءاتها ضد بن أليعازر وزير البنية التحتية في الحكومة الإسرائيلية الحالية وزملائه من الجنود والضباط الذين ارتكبوا جرائم حرب ومازالوا علي قيد الحياة.
وشددوا علي ضرورة أن تتحرك الدبلوماسية المصرية لتأكيد هذا الحق حتي لاتضيع دماء جنودنا الشهداء هدرا.
وأشاروا الي ان مطالبة مصر بمحاكمة هؤلاء المسئولين عن هذه الجرائم لا يؤثر من قريب أو من بعيد علي اتفاقية السلام الموقعة بين مصر وإسرائيل عام.1979
وقال السفير أحمد فتحي ابو الخير مساعد وزير الخارجية السابق ان ماكشفه الفيلم الوثائقي هو جريمة بشعة بكل المعايير ومخالف لقوانين الحرب واتفاقيات جنيف الأربع بشأن الاسري الذين كانوا عزلا بلا سلاح وقتلوا ودفنوا أحياء, ويعرض المسئولين الإسرائيليين للمحاكمة الجنائية الدولية.
وأضاف: لقد كشف الفيلم عن جرائم حرب ارتكبها وزير في الحكومة الإسرائيلية الحالية, بل وقاد كتيبة نفذت مذبحة ضد جنود عزل. وتساءل: لماذا لاتطالب الخارجية المصرية بمثول هذا الوزير أمام المحكمة الجنائية الدولية خاصة أنه موجود ومازال حيا؟ ان الأمر يستوجب تقديم شكوي الي الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية لاتخاذ اجراءاتها ضد المسئولين عن ارتكاب جرائم حرب.
وشدد السفير أبوالخير علي أهمية اثارة هذه القضية وتحريكها علي جميع المستويات واعتبر أن عدم القيام بهذا التحرك القانوني الدولي ـ سيجعلنا مقصرين في حق هؤلاء الجنود الشهداء الذين دفعوا أرواحهم ثمنا لشموخ هذا الوطن وكرامته.
ولفت السفير أبوالخير الي ان اثارة هذه القضية أمام المحافل القضائية الدولية لن يلغي اتفاقية السلام مع إسرائيل, لأنه ليس لاتفاقية السلام شأن في هذه المسألة التي تخص جنود مصر الذين كانوا بلا سلاح ومتهمين اسرائيليين مازالوا علي قيد الحياة يجب عقابهم, مؤكدا ان هذه المطالبة لاتؤثر علي مسيرة السلام أو العلاقات بين مصر واسرائيل.
وقال ابو الخير ان الصمت المريب طوال السنوات الماضية يجب ان تكون له حدود كما أن الضغوط التي مورست من أجل السكوت عن اثارة هذه القضية وغيرها ليست لها مايبررها في ضوء الجمود في عملية السلام حاليا, كما ان اسرائيل ليست لديها النية الصادقة لحل المشكلة الفلسطينية والانسحاب من كامل الأراضي العربية المحتلة بدليل استمرار عمليات القتل والاغتيالات ضد كوادر الشعب الفلسطيني وأطفاله ونسائه وشيوخه.
وأكد السفير محمود شكري عضو المجلس المصري للشئون الخارجية أن جرائم الحرب لاتسقط بالتقادم وتظل حية الي ان يقضي الله أمرا كان مفعولا.
وأشار شكري الي ان الفيلم قرينة بثها التليفزيون الاسرائيلي تثبت بما لايدع مجالا للشك ارتكاب جريمة حرب بشعة ضد جنود عزل, بلا سلاح أو هم يهرولون استهدفتهم القوات الإسرائيلية وقتلتهم ودفنت بعضهم أحياء.
وطالب شكري بضرورة فتح هذا الملف, وضرورة استدعاء السفير الإسرائيلي بالقاهرة بواسطة وزارة الخارجية لتقديم تفسير لهذا الفيلم الوثائقي المهم, كما يجب المطالبة بتسلم نتائج التحقيقات التي توصلت اليها اللجنة التي شكلت عام1995 ورأسها شيمون بيريز والتي لانعرف عنها شيئا حتي الآن.
وشدد السفير شكري علي أن هذه الجريمة هي بلاشك من جرائم الحرب التي لاتسقط مطلقا.
واعتبر الدكتور علي حامد الغتيت استاذ القانون الدولي انه اذا صح ما اذاعه التليفزيون الاسرائيلي فان هذا الأمر يحتاج الي تحرك عالي المستوي واثارته في شتي المحافل المحلية والاقليمية والدولية.
وطالب الغتيت بابلاغ المحكمة الجنائية الدولية ومجلس الأمن للتوصية بتقديم هؤلاء الضباط المتهمين وطلب تسليمهم الي المحكمة.
وقال انه من الطبيعي ان تتم متابعة هذه القضية لأن هؤلاء الجنود مصريون ولهم حقوق علينا وليس من الطبيعي السكوت, مطالبا بضرورة ان تتبني الأهرام باعتبارها الجريدة التي أثارت القضية اجراء سلسلة ندوات حوارية لكشف أبعاد هذه الجريمة ومثيلاتها حتي يكون الرأي العام علي وعي تام بأهميتها وخطورتها.