زهرة الحب عضو ماسى
عدد الرسائل : 2821 العمر : 40 عدد نقاط نشاطك في المنتدي : 96995 تاريخ التسجيل : 21/05/2008
| موضوع: رد: طرق الوقايه والعلاج الثلاثاء 23 مارس - 23:43 | |
| | |
|
abdo ضيف شرف
عدد الرسائل : 50 العمر : 112 عدد نقاط نشاطك في المنتدي : 80686 تاريخ التسجيل : 22/03/2010
| موضوع: طرق الوقايه والعلاج الثلاثاء 23 مارس - 21:18 | |
| طرق الوقايه والعلاج من العين والحسد
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
لا شك أن الحسد والعين بينهما عموم وخصوص وجهي، بمعنى أن الحسد أَعَمُّ من وجه، وأخص من وجه آخر، وكذلك العين، فمن حيث السبب أو الباعث على الحسد والعين فهما يلتقيان فيما كان سببه أو باعثه: البغض، أو الكراهية للنعمة تكون عند الغير وإرادة زوالها عنه، وتنفرد العين فيما كان سببه الإعجاب والاستحسان، ومن حيث السعي في إزالة النعمة عن الغير يلتقيان فيما كانت وسيلته الرؤية، أو التوجه بالروح أو الوهم والتخيل، وينفرد الحسد فيما كانت وسيلته غير ذلك، من الاتصال والملامسة، أو النميمة أو الأدعية، والرُّقَى، والتعوُّذات. ولا شك أيضاأن الحسد والعين ثابتان بدلالة النقل والعقل، والتأثير إنما يكون بإذن من الله ـ عز وجل ـ الأمر الذي يقتضي عدم الخوف من أحد إلا من الله وحده، ويقتضي كذلك مزيدًا من التملُّق لله حتى يحمي من كيد الحساد، والعيانين. والحسد منه ما هو مذموم، ومنه ما هو محمود حسب حال المحسود، والحاسد، وأنه لا عقاب على مَن كان حسده في قلبه، ولم يَسْعَ لإبرازه إلى عالَم الوجود.
والحَسَدَ لا ينشأ مِن فَرَاغ، وإنَّمَا له أسبابه وبواعثه الذاتية والغَيْرِيَّة، كما أن له آثاره الفردية والجماعية، والتي تَتَعَدَّى الدنيا إلى الآخرة. كمالا يَصِحُّ المبادرة باتِّهَامِ أَحَدٌ بأنه حَاسد أو عاين، وإلا كانت الشكوك، وفقد الثقة بين الناس، وبالتالي تكون الفُرْقة والقطيعة، الأمر الذي يفتح الباب في وجه الأعداء فيُسَلَّطوا على الإسلام وأهله، وإنما لابد من الدليل اليقيني القطعي، وذلك أمر بعيد المنال.
وللوقاية والعلاج من الحسد والعين أساليب، ووسائل كثيرة، بعضها جاءت به السنة وحدها، وبعضها جاء بالكتاب والسنة، وبعضها مُستَقًى من الواقع مادام لا يتصادم مع الكتاب والسنة.
*** ومن السهل رسم طريق الوقاية والعلاج على هذا النحو***
1ـ التحصن بالله والتعوذ به، سبحانه وتعالى: وذلك بالمواظبة على ذكر الله بعموم، والاستعاذة من شر الحاسد إذا حسد، وكذلك العائن بخصوص، فإن هذا الذكر أكبر حماية وحصانة للعبد من شر شياطين الجن، وشياطين الإنس. وقد أمر الله بذلك في قوله: (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ. مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ. وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ. وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي العُقَدِ. وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ) (سورة الفلق:1ـ5).
2ـ تقوى الله، عز وجل: المُتَمثِّلة في توحيده ـ سبحانه ـ والإقلاع عن المعاصي، والمواظبة على فعل الطاعات، قال، تعالى: (وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا) (آل عمران: 120). وقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ لابن عمه عبد الله بن عباس: "احفظ الله يَحْفَظْك، احفظ الله تَجِدْه تِجَاهك" (الحديث أخرجه الترمذي في: السنن: كتاب صفة القيامة: باب منه 4/575ـ576 برقم 2516 من حديث ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ بلفظ: كنت خلف رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يومًا فقال: "يا غلام إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاسْتَعِنْ بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رُفِعَت الأقلام، وجَفَّت الصحف"، وعَقَّبَ عليه بقوله: "هذا حديث حسن صحيح"، وأحمد في: المسند 1/293،303، 307ـ308، من حديث ابن عباس مرفوعًا به، وينحوه).
3ـ الصبر والتحمُّل: فلا يُحَدِّث نفسه بأذى الحاسد أصلًا، ولا يقاتله، ولا يشكو، وتَمادِي الحاسد والعائن يكون سببًا في هلاكه من حيث لا يدري ولا يشعُر. يقول ابن القيم، رحمه الله: "السبب الثالث: الصبر على عدوه، وألا يقاتله، ولا يشكوه، ولا يحدث نفسه بأذاه أصلًا، فما نصر على حاسده، وعدوه بمثل الصبر عليه، والتوكل على الله، ولا يستطل تأخيره، وبَغْيه، فإنه كلما بَغَى عليه كان بغيه جندًا، وقوة للمبغي عليه المحسود، يقاتل به الباغي نفسه، وهو لا يشعر، فبغيه سِهَام يَرْمِيها من نفسه إلى نفسه، ولو رأى المبغي عليه ذلك لَسَرَّهُ بغيه عليه، ولكن لضعف بصيرته لا يرى إلا صورة البغي دون آخره ومآله، وقد قال، تعالى: (وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللهُ) (الحج: 60). فإذا كان الله قد ضَمِنَ له النصر مع أنه قد استوفى حَقَّه أولًا، فكيف بمن لم يستوف شيئًا من حقه، بل بغي عليه وهو صابر، وما من ذنب أسرع عقوبة من البغي، وقطيعة الرحم، وقد سبقت سنة الله: أنه لو بغى جبل على جبل جعل الباغي منهما دَكًّا" (انظر: بدائع الفوائد لابن القيم 2/241).
4ـ التوكل على الله: وذلك بالأخذ بالأسباب التي مضت مع الاعتماد التام على الله ـ عز وجل ـ فإن هذا التوكل بهذه الصورة من أقوى الأسباب التي يدفع بها العبد ما لا يُطِيق من أذى الخلق، وظلمهم، وعُدوانهم، قال، تعالى: (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) (الطلاق: 3). وقد قيل: "لو تَوَكَّل العبد على الله حَقَّ تَوَكُّلِهِ، وكَادَتْه السماوات والأرض، ومن فيهن، لجعل الله له مخرجًا من ذلك، وكَفَاهُ ونَصَرَه" (انظر: بدائع الفوائد لابن القيم 2/241).
| |
|