فرجينيا عضو مميز
عدد الرسائل : 849 العمر : 48 عدد نقاط نشاطك في المنتدي : 99574 تاريخ التسجيل : 09/03/2007
| |
فيروز حسني عضو مهم داخل المنتدى
عدد الرسائل : 123 عدد نقاط نشاطك في المنتدي : 90961 تاريخ التسجيل : 03/05/2008
| موضوع: رد: من هم أهل القرآن ؟ الأحد 7 فبراير - 22:32 | |
| اللهم اجعل القران ربيع قلوبنا | |
|
جميل عضو مهم داخل المنتدى
عدد الرسائل : 1316 عدد نقاط نشاطك في المنتدي : 88737 تاريخ التسجيل : 30/04/2009
| |
نور القرآن عضو جديد
عدد الرسائل : 1 العمر : 70 عدد نقاط نشاطك في المنتدي : 81078 تاريخ التسجيل : 05/02/2010
| موضوع: من هم أهل القرآن ؟ الجمعة 5 فبراير - 19:28 | |
|
﴿ من هم أهل القرآن ﴾
إِنَّ أهلَ القرآنِ - بداهةً - هم حفظةُ كتابِ اللهِ المتقنون ، وعلماؤُهُ المفسرون ، وشيوخُهُ المعلمون ، وقُرَّاؤه المتخصصون ، وباحثوه المدققون ، وأئمتُهُ المتصدرون ، ودارسُوْه المجتهدون ، وأصحابُ القراءاتِ والإقراءِ المبرِّزُوْن ، ومجودوه المشهورون ...
نعم .. لا ريب أَنَّ هؤلاءِ كلَّهم جميعًا هُمْ خاصَّةُ أهلِ القرآن ، وفي الطليعة من المسيرة الإيمانية المنيرة ، وفي المقدمة من الركب الرباني المبارك ، وهذا موضع اتفاق ، وكلمة إجماع .
ولكن لو أننا اكتفينا بهذا المعيار حصرًا وقصرًا : فإن أهل القرآن في الأمة إذًا لقليل !!
إننا نَعُدُّ كُلَّ من يلتزمُ بشرائع الإسلام ، ويحافظُ على حدوده ، ويتخلق بأخلاقه من أهل القرآن ؛ ولو مجازًا .
ولعلَّ قُرَّاءنا المكرمين يوافقوننا أن من أهل القرآن أيضًا : أصحاب العقيدة الإيمانية السليمة ، والفطرة الإنسانية القويمة ؛ الذين يؤمنون بالله ، وما جاء من عند الله ؛ على وفق مراد الله ، ولو كانوا من عوامِّ المسلمين في معارف القرآن الزاخرة وكنوز علومه الباهرة .
وربما لا نجد أحدًا يُبدي اعتراضًا جوهريًّا على أن من أهل القرآن : أصحاب السمو الأخلاقي ؛ باطنًا بالإخلاص والورع ، وظاهرًا بالاستقامة والعفاف ، ولو كانوا من غير المشتغلين بدقائق علوم القرآن .
وكذلك لا يشكُّ أحدٌ أن المحافظين على فرائض الله تعالى ، الحريصين على أداء حقوق ربهم سرًّا وعلانية ، وعلى اجتناب المحرمات ، وتوقي الشبهات : هم من أهل القرآن : ، ولو كانوا لا يستظهرون من القرآن إلا قصار السور الكريمة .
وما بالنا بأولئك العلماء الربَّانيين ؛ الذين يكتشفون - من خلال علومهم التقنية والتطبيقية والتجريبية والاستقرائية - أن قدرة الله تعالى لا يحدها حدٌّ ، ولا يمكن أن يصل إلى كنهها عقلٌ بشريٌّ ؛ فيزدادون لله تعالى خشيةً وإنابةً وعليه توكلاً ، وينشرون هذا الفكر الرشيد في دنيا الناس ؛ مستدلين بآيات الكتاب المسطور على آيات الكون المنظور ؛ فيكونون سببًا في زيادة اليقين الإيماني وتحسين الأداء السلوكي لدى طائفة كبرى من البشر ، كيف لا نعدُّ هؤلاء من أهل القرآن ؟!
ومن أهل القرآن - من وجهة نظرنا - : كل راعٍ استرعاه الله على رعية ، فنصح لهم ، وسهر على إصلاح أمورهم ، وبذل جهده في جلب الخير لهم ، واستفرغ وسعه في إبعاد الشر عنهم ، وقدَّم مصحلتهم العامة على مصلحته الخاصة ، وحافظ على مقدراتهم التي خوَّله الله على حفظها ، ولم يَدَّخِرْ طاقةً في التخطيط لمستقبلٍ أفضل لهم .
ومن أهل القرآن : القضاة المقسطون ؛ الذين يوقنون أن العدل أساس الملك ، وأن الظلم مُؤْذِنٌ بزوال العمران ، وتنـزل سخط الجبار ، وارتفاع الخير والبركات ، من فوق الأرض ومن تحت السماوات .
ومن أهل القرآن : المجاهدون في سبيل الله بأنفسهم ؛ أولئك الساهرون على حماية ثغور بلادنا وحدودها ، والقائمون على شؤون أمننا وصيانة أماننا ، أولئك الذين لا تغفل أعينهم ، إذ ننام نحن ملء عيوننا .
ومن أهل القرآن : أصحاب الصناعات والحِرف ؛ الذين يحرصون على إتقان صناعاتهم وحرفهم ، ويتجنبون الغش والتدليس في الخامات أو التركيبات ، ويستحضرون مراقبة الله لهم في السر والعلانية ، ويتشرفون بقول النبي صلى الله عليه وسلم : { ما أكل آدميٌّ طعامًا قط خيرًا من أن يأكل من عمل يده ، وإن نبي الله دواد عليه السلام كان يأكل من عمل يده }
ومن أهل القرآن : المجاهدون في سبيل الله تعالى بأموالهم ؛ بزكواتٍ واجبة ، وتبرعاتٍ نافلة ، وصدقات جارية ، وأوقافٍ معلومة ؛ إغناءً للفقير ، وإعفافًا للمسكين ، وسترًا لأهل المروءات ، وإغاثةً لأصحاب الكربات ، ورعايةً لأهل العلم ، وإنقاذًا للغارمين ، ونشرًا للبر ، وتعميمًا للإحسان ، وكفالةً للأيتام ، وحبًّا في العطاء ، وإيثارًا على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ؛ ؛ شكرًا منهم للغني الحميد الوهاب المتفضل سبحانه جل ثناؤه ، ولو لم يصلوا في تلاوة كتاب الله تعالى إلى درجة المهرة من المتخصصين المتفرغين .
ومن أهل القرآن : أولئك المتمسكون بالهدي النبوي ، والسلوك المحمدي ، والإرشاد المصطفوي ؛ من أهل الحديث والأثر ، بقية السلف الصالح أصحاب الفِكَر والعِبَر ، فهم الذين يحفظون لنا السنة النبوية التي هي المذكرة التفصيلية - إن صَحَّ التعبيرُ - للقرآن الكريم ، فكيف لا نعد أهل الأثر من أهل القرآن ، وهم إنما عن القرآن صدروا في اهتمامهم البارع بتوثيق السنة ؛ إيمانًا منهم أن النبي صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى .
ومن أهل القرآن : القائمون على تربية الأجيال ؛ من الوالدين ، والمعلمين ، والوعّاظ المرشدين ، والأساتذة المتخصصين ، والدعاة المستبصرين ، ما داموا يستمدون مادة تربيتهم وإرشادهم من النبع الرباني الذي لا ينفد ؛ كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه .
ومن أهل القرآن : طلاب العلم في كل تخصص ومجال ، وفي كل مرحلة من مراحل الدراسة ؛ ما فتئوا مخلصين في الجد التعليمي والتحصيل الدراسي ؛ مستبصرين بقول الله تعالى ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ ﴾ ، وقوله جل ثناؤه ﴿ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا ﴾ وقوله عزَّ وجل : ﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾ ، وما أصبحوا مستشعرين حقًّا بقول النبي صلى الله عليه وسلم : { من سلك طريقًا يبتغي فيه علمًا سهَّل الله له طريقًا للجنة } وقوله صلى الله عليه وسلم أيضًا : { إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع } وقوله صلوات ربي وتسليماته عليه : { من خرج في طريقه يلتمس علمًا فهو في سبيل الله حتى يرجع } فكيف لا نعد طلاب العلم الذين هم على هذه الشاكلة من أهل القرآن ؟ بلى ، إنهم لمن أهل القرآن .
ومن أهل القرآن : أصحاب الأقلام النظيفة ؛ الذين يحافظون على أمانة الكلمة ، ويراعون حرمات الناس ، ويجأرون بكلمة الحق ، وينصرون أصحاب الحقوق ، ويقفون في وجه الاستبداد وأصحابه ، ويترصَّدون الجَوْر وأربابه ، مجتهدين في استجلاء الحقائق ، وكشف الزيف ، وتعرية الفساد ؛ مبتغين بذلك وجه الله تعالى ، ثم مصلحة الوطن ، وإنصاف البشر .
أولئك جميعًا - وغيرُهم كثيرٌ كثيرٌ - هم من أهل القرآن حقيقةً أو مجازًا ، ولو قلَّ في حفظ القرآن حظُّهم ، ولو ثَقُلَتْ به ألسنتُهم ، ولو ضَؤُلَ فهمُهم لبلاغته ، واستيعابُهم لجلائل أحكامه ووجوه إعجازِهِ بيانِهِ ، ولو لم يجدوا من الأوقات ما يتعاهدون به نصوصَه المقدسة ، ما داموا محافظين على حدوده ، ومحصَّلين لفروض العين القرآنية مما لا يسع مسلمًا جهلُه ؛ لِتَصِحَّ صلاتُه ، وتستقيم عباداتُه .
إن هذه الصحيفة المباركة { أهل القرآن }مِلْكٌ لجميع هؤلاء ، وموجَّهَةٌ إليهم كُلِّهِم ؛ من غير فرق من حيثُ المبدأ ، وإنما ترتفع الدرجاتُ بأصحابها حسب اجتهادهم في طلب العلم النافع ، ومواظبتهم على العمل الصالح ؛ ما داموا لله مخلصين ، وعلى نهج النبوة سائرين .
إن هذه الصحيفة - أيها القارئ الأعز ، وأيتها القارئة المبجَّلة - هي صحيفتُكم جميعًا ، ونحن واثقون أنكم ستنـزلونها منزلتها اللائقة بها في نفوسكم وحياتكم .
﴿ إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾
فاللهم اجعلنا أجمعين من أهل القرآن ؛ الذين هم أهلك وخاصتك يا رحمن ... آمين
د. محمد صالحين منقووووول
نور القرآن Marketing Team Al quran school
| |
|