بسم الله الرحمن الرحيم
إلى من .. سلك كل الطرق فرآها سُدت .. وطرق الأبواب فوجدها قد غُلقت ..
إلى من .. تلَمّس جوانب نفسه وخبايا سريرته .. فضاقت عليه الأرض بما رحبت ..
إلى من .. أحس بمرارة الذل وقيود العجز .. تطأه وتحطم كيانه ..
إلى من .. جفا حوله الإخوان وأعرض عنه القريب .. فشمت العدو وضعفت الثقة ..
إلى من .. داهمته المصائب ونازلته الخطوب .. وحفت به المكاره وأبطأ نحوه الفرج ..
إلى من .. ألمّ به مرض .. أو أرهقه دين .. أو حل به فقر .. أو تعثرت به الحاجة ..
إلى من .. قسا قلبه .. ويئست روحه .. ومل من الحياة ..
إلى من .. اشتد عليه الكرب وثقل فوقه الحمل .. وتأخر المدد ..
أقـول لـه:
لا تحزن إن الله معك
يكفيك من كل ما أهمّك .. يحفظك في الأزمات .. يرعاك في المُلمّات
يحميك في المدلهمات .. يُعطيك إذا سألت .. يغفر لك إذا استغفرت
يزيدك إذا شكرت .. يذكرك إذا ذكرت ..
يمنحك العزّ بلا عشيرة .. والغنى بلا مال ..
أخي ... أختاه ... أحباب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ...
كل دموع الناس لا تبل ظمأ القلب القاسي ولو انحدرت كالسيل
عجباً لمن هو حاضر الذهن في الدنيا فإذا جاء الدين تعكر..
هيا: افتح قلبك وعقلك لحظات وتفكر..
.. هيا بنا إذا !! ..
نلـتـقــــي .. لـنرتـقــــي ..
.. الزيارة الأولى ..
رُب إنسان لا يدري لماذا خُلق؟! .. ولا يعلم لماذا وجد؟!
فلا يدري ما يطلب في حياته .. وليس له غاية من حركاته وسكناته ..
لذا أبصر وجهتك .. واطلب غايتك .. وأعلي رايتك .. وانصر مبدأك .. واعلم رسالتك ..وتيقن أنه لا مفر؟!
" لا مفر للخلق من العبودية وأنّى لهم المفر ، والسماء فوقهم والشرائع تحت السماء ..
وويل للإنسان الذي لا يكتفي بالله في سمائه ، حتى يستعبد لصفاته في أهل الأرض"
( إلى الباحثين )
سأل موسى ربه " يا رب أين أجدك ؟ قال: عند المنكسرة قلوبهم "
عند المنكسرة قلوبهم: الذين إذا حلّت بهم مصيبة .. قالوا ( إنا لله وإنا إليه راجعون )
عند المنكسرة قلوبهم: الذين إذا نزل بهم مرض .. استغاثوا وإذا مرضت فهو يشفين.
عند المنسكرة قلوبهم: الذين إذا هاجمهم البلاء .. صبروا فوفوا أجورهم بغير حساب.
عند المنكسرة قلوبهم: الذين ارتقوا المناصب .. لم يستطيلوا على الخلق وتواضعوا.
عند المنكسرة قلوبهم: الذين إذا انتابتهم الهموم .. نادوا: ألطف بخلقك يا لطيف.
عند المنكسرة قلوبهم: الذين إذا أتتهم الطاعة .. رفعوا أكف الوجل " اللهم تقبل يا كريم "
( لا تُـنـكر الجميــل )
فهو الذي رباك بنعمته .. وهداك إلى معرفته ..
فما لك لا ينقطع قلبك إليه ؟! .. ومالك لا تعتمد في مهامك وحاجاتك عليه ؟! ..
يا مسكين: إن أعرضت وأبيت وفي جحودك تماديت ، فما أفقرك إليه وما أغناه عنك !!
يا مسكين: أنت إن لم تكن له فإنه عنك غني وأنت المسكين .. وإن لم يكن لك فمن ذا الذي يُحسن إليك ؟
ومن ذا الذي ينظر إليك ؟ ومن ذا الذي يهتم بشأنك ؟
يا مسكين: بمن تتوسل إذا طردك عن بابه ؟ وهل أنت إلا من أحد طلابه ؟
وكأنه يُناديك " عبدي أنا لا أرضى إلا أن تكون لي ، أفترضى أن لا أكون لك ؟!! " ..
( ذلك هو الله )
ذات مرة سأل رجل الإمام جعفر الصادق عن الله فقال: ألم تركب البحر؟ قال: بلى .. قال: فهل حدث لك مرة وأن هاجت بكم الريح عاصفة؟ قال: نعم ..
قال: وانقطع أملك في الملاحين ووسائل النجاة ، قال: نعم ..
قال: فهل خطر في بالك وانقدح في نفسك أن هناك من يستطيع أن ينجيك إن شاء؟ قال: نعم .. قال: فذلك هو الله ..
إخواني:
" الإنسان سره بداخله ، ومفتاح هذا السر في أن يتعرف على ربه ، فيختلف عن الآخرين ، يفرح بينما هم يتألمون كأنه ليس منهم ،
يُسرّ بينما هم يحزنون لأنه يفهم عن ربه ويبغى رضوانه "
مع خالص التحية:
اختكم في الله فاطمة الزهراء[img][/img]