على عكس المتوقع وضع سداسى الفريق الكروى الأول أحمد حسن وأحمد حسن فرج وحسين ياسر المحمدى وحسين على وهانى العجيزى وسيد معوض - مسؤولى لجنة الكرة فى موقف بالغ الحرج بعدما نزعوا فتيل الغضب عقب انتهاء مفعول المسكنات التى اتبعها معهم الجهاز الفنى خلال الفترة الأخيرة وبات اللاعبون بمثابة «القنبلة الموقوتة» التى تهدد استقرار الفريق فى حال انفجارها، خاصة أن جميعهم نجوم تتهافت عليهم الأندية الأخرى، وتخشى اللجنة الاستغناء عنهم فى نهاية الموسم، ومن ثم يتألقون مع الأندية التى سينتقلون إليها. كما تخشى اللجنة الإبقاء عليهم فيواصلون مسلسل تمردهم، ويصيبون زملاءهم بالعدوى.
بداية التمرد كانت عن طريق حسين على الذى رفض صراحة سياسة جوزيه ضده، وانفجر فى وجه الجميع، رافعًا راية العصيان مبكرًا، وتلاه أحمد حسن كابتن منتخب مصر الذى ضاق ذرعًا بتغييره فى كل مباراة يتألق فيها ثم الثنائى أحمد حسن فرج والعجيزي، فالأول اشتبك مع البدرى.
والثانى فضل الدخول فى عش الزوجية للابتعاد عن الفريق رغم أن الموسم لم ينته بعد، ثم حسين ياسر المحمدى الذى لم يجد فرصته رغم أن القطريين يلقبونه بـ«ثعلب الصحراء» قبل مجيئه للأهلى، وأخيرًا سيد معوض الذى انفجر مؤخرًا وأعلن أنه لن يستمر مع الفريق بعد نهاية الموسم. ويبدو أن الصفقات التى أبرمها النادى فى موسم ٢٠٠٨ هى الأكثر تمردًا.
ومن جانبه شدد مصطفى يونس على أن النادى يدفع ثمن تكديس النجوم، فتبدلت الصفقات التى تعاقد معها لإضعاف منافسيه إلى قوة خفية تسعى لهدم استقراره بسبب عدم حصول هؤلاء اللاعبين على فرصتهم كاملة، خاصة أنهم يرون أن من حقهم المشاركة بصفة أساسية باعتبارهم من أفضل اللاعبين فى مصر، ولا أحد يستطيع أن يشكك فى ذلك، والدليل المبالغ الطائلة التى تكبدتها خزينة النادى لضمهم دون أن يستفيد منهم الفريق شيئًا بسبب سياسة مانويل جوزيه الخاطئة فى التعامل مع لاعبيه، حيث إنه يضغط على مجموعة بعينها ولا يرفع يديه عنهم إلا فى الشديد القوى عندما يصاب بعضهم بقطع فى الأربطة أو إصابة فى الغضاريف.
كما أنه لا يمنحهم الفرصة الكافية للشفاء، ويستعجل عودتهم للملاعب وكأنه لا يثق فى بقية اللاعبين الموجودين بحوزته رغم أنهم من أفضل العناصر فى مراكزهم بالدورى. وانظروا إلى سيد معوض الظهير الأيسر لمنتخب مصر الذى كان قبل قدومه للفريق عبارة عن شعلة نشاط لكن جوزيه أطفأها بسياسته الخاطئة واعتماده فقط على الأنجولى جيلبرتو، الأمر الذى أصاب اللاعب بالاحباط وجعله يخرج عن شعوره، والأمر نفسه ينطبق أيضًا على أحمد حسن كابتن منتخب مصر الذى بات تغييره فى أوج تألقه خلال المباريات لغزًا محيرًا للجميع.
وحسين على ابن النادى الذى تربى بين جدرانه وبزغ نجمه فى بتروجيت وتم شراؤه بملايين الجنيهات أخرجه البرتغالى من حساباته تمامًا وتناسى أنه ولجنة الكرة سابقوا الزمن من أجل الظفر به حتى لا ينتقل للزمالك.ولا يختلف الأمر بالنسبة للعجيزى وأحمد فرج اللذين كانا من هدافى الدورى قبل انتقالهما للأهلى، ثم أصبحا أسيرين لدكة البدلاء ففقدا حساسية المباريات والحال نفسه مع حسين ياسر المحمدى الذى يعد من الدعائم الأساسية للمنتخب القطرى، اختفى تمامًا بسبب تلك السياسة.
وأكد يونس أن جوزيه لا يتحمل وحده السياسة الخاطئة التى جعلت الفريق بلا مستقبل، ولكن تتحملها معه لجنة الكرة بالنادى لإقدامها على شراء كل النجوم من الأندية بغية تفريغها من أفضل عناصرها والقضاء تمامًا على قطاع الناشئين الذى بات مهمشًا رغم أنه يضم مجموعة من أفضل اللاعبين
ويكفى أن الزمالك يضم بين فريقه الأول ثلاثة من أولاده أصبحوا نجومًا واعدة وهم أحمد مجدى وشريف أشرف وعلاء على الذى استغنى عنه أحمد ماهر بقرار عنترى غير محسوب، وبالمناسبة الأهلى سيدفع الثمن فادحًا خاصة أنه لا يوجد الآن نجوم على الساحة كى يتعاقد معهم مستقبلا ولن يجد أمامه مستقبلاً سوى الجرى وراء التعاقد مع ناشئيه الذين أصبحوا نجومًا فى الأندية الأخرى ويدفع فيهم الملايين.
وقال عدلى القيعى، مدير إدارة التسويق إن النادى مستمر فى سياسته الخاصة بالتعاقد مع اللاعبين النجوم من أجل الحفاظ على بطولاته واستمرار إنجازاته لأن الإدارة تتبع دائمًا مبدأ التعاقد مع الأفضل.
أضاف أن حدوث مشاكل هذا الموسم مع البعض لا يعنى أبدًا تخلى الأهلى عن سياسته لأن العيب ليس فى تلك السياسة بل فى الإعلام الذى يتعمد تحريض هؤلاء اللاعبين على الغضب من خلال استفزازهم بما يمس كبرياءهم كلاعبين كرة كبار مما يجعلهم يخرجون عن شعورهم! أضاف القيعى أن اللاعبين الذين تعاقد معهم النادى هذا الموسم لهم كل التقدير والاحترام، ولولا نجوميتهم وتأكدنا من أنهم سيفيدون الفريق لما تعاقدنا معهم.
وحول المشكلة التى نشبت مؤخرًا مع سيد معوض قال: إن أحدًا من المسؤولين لا يقلل أبدًا من قيمة اللاعب، وإن الأمر لا يعدو كونه وجهة نظر فنية لمانويل جوزيه المدير الفني، وكذلك الأمر بالنسبة لاستبداله أحمد حسن فى الشوط الثاني، حيث يرغب دائمًا فى إراحته مثل باقى زملائه الأساسيين: فلافيو وعماد متعب قبل إعارته لنادى اتحاد جدة السعودى. وأشار القيعى إلى أن البعض يحاول تضخيم الأمور فى النادى لإثارة الفتنة والمشكلات الداخلية به.
فيما أرجع عادل هيكل، حارس مرمى الأهلى الأسبق سبب أزمة اللاعبين فى الفريق إلى فشلهم فى إثبات وجودهم بالرغم من حصولهم على فرصتهم، رافضًا تحميل الجهاز الفنى والإدارة المسؤولية، وقال: إن سياسة شراء اللاعبين حق مشروع لجميع الأندية وليس ذنب الأهلى أن يجلب العديد من اللاعبين وذلك لإمكاناته المالية العالية مقارنة بباقى الأندية التى تجد صعوبة فى شراء النجوم.
وأضاف: إذا أردنا أن نحمل المسؤولية فيجب أن نكون منصفين لأن المسؤولين عن الرياضة فى مصر هم من يتحملون ذلك لأنهم لم يراعوا الفروق الواضحة فى الماديات بالأندية، ووضعوا نظاما فاشلا لإدارة المنظومة الرياضية يدفع ثمنها.
وأوضح أن لكل ناد سياسته سواء فى مسألة الدفع باللاعبين أو شرائهم، وطالب بضرورة إعادة النظر مرة أخرى فى مسألة انتقالات اللاعبين لتكون منصفة للجميع، وحتى يستطيع كل لاعب أن يختار المكان المناسب الذى يستطيع أن يؤدى فيه. وشدد هيكل على ضرورة ترك أى لاعب يريد الرحيل وعدم الضغط عليه للبقاء.