:السلام :
أين الله
خرج عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما وجلس وقت الظهيرة في جمع من رفاقه وطلب الطعام .
ابن عمر :يا نافع ضع المائدة وأطعمنا .
نافع :بعد لحظات يكون الطعام جاهزا يا ابن عمر ...
"وبعد برهة اجتمعوا حول المائدة وقبل أن يشرع ابن عمر في الأكل شاهد احد الرعاة مقبلا فدعاه قائلا " :
ابن عمر :هلم أيها الراعي لتأكل معنا .
الراعي :فيه ألف شفاء يا سيدي إني صائم لله .
ابن عمر :كيف !أتصوم في مثل هذا اليوم الحار وأنت ترعى هذه الأغنام وقد تعود لأهلك متأخرا؟
الراعي :لا الحر ولا التعب يقدران على زعزعة يقين المؤمن الصابر يا سيدي نصوم في الحر كما نصوم في القر وسيجزي الله الصابرين .
"فزاد جواب الراعي في إعجاب ابن عمر به وأراد أن يختبر ورعه "
ابن عمر :فهل لك أن تبيع لنا شاة فنعطيك ثمنها ونسهمك من لحمها ما تفطر عليه ؟
الراعي :هذه الغنم لسيدي وليس من حقي التصرف فيها .
ابن عمر :فماذا يفعل سيدك إذا تفطن لفقدان إحداها فبإمكانك أن تقول له :تخلفت عن القطيع فأكلها الذئب .
الراعي :فأين الله ؟أي معنى لصيامي إذا أنا خنت الأمانة ؟
فازداد إعجاب ابن عمر بالراعي .
فعندما عاد ابن عمر إلى المدينة وقبل أن يدخلها التفت إلى رفاقه وقال لهم :سأبحث عن سيد ذلك الراعي .
"وفي هذه اللحظة يظهر الراعي وهو يدخل المدينة والى جانبه شيخ وقور فيسرع إليهما ابن عمر "
ابن عمر :السلام عليكم .
الشيخ :وعليكم السلام .
الراعي :هذا سيدي صاحب الغنم وقد أخبرته وفي وسعك الآن أن تشتري منه الشاة التي تعجبك .
ابن عمر :أيها الشيخ لي رغبة عندك أرجو أن تتحقق بحول الله .
الشيخ :ما هي يا ولدي ؟
ابن عمر :أن تبيع لي الشياه وهذا العبد الذي يرعاها .
الشيخ :لك ذلك يا ولدي .
ابن عمر :يا رجال اشهدوا إني قد عتقت هذا العبد فهو حر لوجه الله تعالى وأشهدكم أيضا إني قد وهبت له كل هذه الشياه جزاء أمانته وورعه .
:سبح: