الجميع يخطئون, لكن قليلون فقط هم الذين يجدون الشجاعة للاعتذار عن اخطائهم للاخرين, وخاصة اذا كان الاخر هو الزوجة.
والازواج يختلفون فيما بينهم, فالبعض يعتذر باسلوب غير مباشر, وهذا قد يفي بالغرض, واخرون يتجنبون اثارة المشاكل واخر يرفض الاعتذار اصلاً زاعماً بان ذلك يهدر كرامته ورجولته, مع ان خبراء النفس والاجتماع يصفون هذه الشخصية بانها غير سوية.
فأي من الشخصيات انت؟
يؤكد الاسلام بتعاليمه الراقية وكذلك علماء النفس على ضرورة الاعتذار, وان الاعتذار مطلوب, ومن يخطئ لا بد ان يعتذر, فليس هناك مكابرة والا فان الشخص الذي يرفض الاعتذار يصبح بغيضاً في نظر الاخرين.. والاعتذار سلوك حضاري بين الناس عامة والزوجين خاصة.
فالزوج الذي يخطئ عليه ان يسعى بدافع من شعوره الراقي امام زوجته لان كرامته ورجولته لا تسمحان بذلك, فانه يعتبر مريضاً نفسياً.. والكرامة الفعلية السامية هي ان نعتذر اذا اخطئنا.
اما تعاليمنا الدينية فتدفعنا للاعتذار, والله عز وجل يقبل التوبة من عباده, ومعنى ذلك ان الانسان اذا اخطأ في حياته الدنيوية عليه ان يتراجع عن خطئه, وباب الاعتذار مفتوح.
ويقول الامام علي (ع) : "ما اذنب من اعتذر".
والاعتذار ليس عيباً بقدر ما يعني الشجاعة والقوة, وان المعتذر يتمتع بشخصية سوية متكاملة, ويعرف حدود نفسه ويشعر بالاخرين.
ويؤكد الاسلام ان الرجولة تدفع الرجل الى الاعتذار اذا اخطأ في حق زوجته او اي شخص اخر, فالرجولة تعني الصدق والشهامة.
وعندما يعتذر الرجل فانه لا يسقط من عين زوجته او يهون امره عليها, بل ترتفع قيمته بنظرها ويعلمها درساً في الامانة والشهامة واحترام الذات. والاعتذار ليس ضعفاً بل الضعف ان تخفي خطأك وتظل تكابر, اما الرجل الذي يثق بنفسه ويحترم ذاته فانه لا يجد غضاضة بان يعتذر, وعندها سوف يصبح قدوة لزوجته.
وعليك ان تعلم ايها الزوج ان كثيراً من مشاكل الازواج تبدأ بمكابرة الزوج وامتناعه عن الاعتذار لزوجته عندما يؤذيها, لذلك عليك ان تتذكر انك باعتذارك تعيد المياه الى مجاريها وتجدد الشعور بالمحبة والالفة بينمك وبين زوجتك, وان كنت تعتقد ان رجولتك لا تسمح بذلك فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم, واعتذر منها بطريقة مباشرة, واليك هذه النصائح التي ستساعدك على ذلك:
1- استعمل الزهور لتعتذر عنك. فللوردة فعل السحر في هذه المواقف.
2- عندما تتركها غاضبة, لا ترجع للبيت من دون هدية وقدمها لها.
3- خذها في نزهة الى اي مكان تحبه.
4- ان كان لا بد من العتاب.. اترك المسألة لها وانصت اليها فقط ولا ضير ان قلت لها في النهاية "معك حق".
5- قد تكون فكرة دعوة افراد اسرتها الى غداء او عشاء خاص مناسبة لتحقيق هدفك, ساعدها على اعداد المائدة وعامل اهلها احسن معاملة, خاصة والدتها.
6- استعد معها مواقف طريفة مضحكة حدثت معكما او مع احدكما منفرداً.. فالضحك وسيلة مهمة للتواصل العاطفي الايجابي ومناسبة للتجديد وصفاء النفس والروح.