قال الشيخ العثيمين رحمه الله :عداب القبر من امور الغيب وكم من انسان في هده المقابر يعدب ونحن لا نشعر به وكم جار له منعم مفتوح له باب الى الجنة ونحن لا نشعر به فما تحت القبور لا يعلمه الا علام الغيوب فشان عداب القبر من امور الغيب ولولا الوحي الدي جاء به النبي عليه الصلاة والسلام ما علمنا عنه شيئا ولهدا لما دخلت امراة يهودية الى عائشة واخبرتها ان الميت يعدب في قبره فزعت حتى جاء النبي عليه الصلاة والسلام واخبرته واقر دلك عليه الصلاة والسلام ولكن قد يطلع الله تعالى عليه من شاء من عباده مثلما اطلع نبيه عليه الصلاة والسلام على الرجلين الدين يعدبان احدهما يمشي بالنميمة ولاخر لا يستنزه من البول.
-لمادا جعله الله من امور الغيب :
اما الحكمة من جعله من امور الغيب هي:
اولا:ان الله سبحانه وتعالى ارحم الراحمين, فلو كنا نطلع على عداب القبور لتنكدت عيشتنا لان الانسان ادا اطلع على ان اباه او اخاه او زوجه يعدب في القبر ولا يستطيع فكاكه فانه سوف يعيش معيشة ضنكى ,وهده نعمة من الله تعالى.
ثانيا:انه فضيحة للميت فلو كان هدا الميت قد ستر الله عليه ولو نعلم عن دنوبه بينه وبين ربه عز وجل ثم مات واطلعنا الله على عدابه صار في دلك فضيحة عظيمة.
ثالثا:انه يصعب على الانسان دفن اخيه الميت كما جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام "لولا الا تدافنوا لسالت الله ان يسمعكم ةمن عداب القبر"
رابعا:انه لو كان ظاهرا لم يكن للايمان به مزية لانه يكون مشاهدا لا يمكن انكاره ثم انه قد يحمل الناس على ان يؤمنوا كلهم بقوله تعالى"فلما راوا باسنا قالوا امنا بالله وحده"
فادا راى الناس هؤلاء الناس المدفونين وسمعوهم يتصارخون امنوا وما كفر احد لانه ايقن بالعداب وراه راي العين فكانه نزل به.
وحكم الله سبحانه وتعالى عظيمة ولانسان المؤمن حقا هو الدي يجزم بخبرالله اكثر مما يجزم شاهد بعينه لان خبر الله عز وجل لا يتطرق اليه احتمال الوهم والكدب.
فاننا لم نرى اهوال يوم القيامة ولم نحضر لحظة الحساب ولم نمر على الصراط بعد ولم نقف امام المسيح الدجال ولم نر النار والجنة ولم نشاهد بعد ما تحتويه ولكننا نحن المسلمون المؤمنون بكل هدا انطلاقا من ان الله اعلم بها يعلم بها من شاء من عباده ويخفيها عن من شاء .