ان دموع المحب لها شكلين دموع تظهر في عينيه ودموع تختبيء بقلبه
ان دموع القلب تتسائل عن سبب هجر الحبيب وبعده؟ تتسائل عن سبب الغدر؟؟
وحين لاتجد سببا مقنعا تنتحر وتلقي بنفسها فوق الخدود مشيعة أملها المفقود...
أين كنا ؟ وأين أصبحنا ؟!
لقد ضل الأمل الطريق لما إنزلقنا على جسر الزمان من ربيع مزهر الى شتاء ورانا التراب !!
ياليتني مت قبل هذا وكنت نسياً منسياً... ياليتني لم أولد ولم أكن حياً !!!
ليس في مقدوري إزاحة الحزن عني أهرب منه يطاردني كقطيع من الذئاب الشرهه ...
ويأتي على الإنسان حين من الدهر تجف فيه الدموع عندئذ يبدأ الإنسان في الإبتعاد
لقد بكى زمناً طويلاً حتى إذا جف الدمع في عينه لاذ هو بالفرار
انه يبتعد بروحه وبقلبه عن الناس !! يجالسهم بجسده فقط ...لكنه بعيد عنهم بروحه
فهو يحاول ان يداوي جروح روحه التي تداويه هي الآخرى فكلاهما يئن من العذاب ..ولكن لامهرب ولا مفر
فالإغتراب واقع لامحاله اغتراب النفس فلا هو دار بمن حوله ولا عارف لهم !!
بعدها ينتقل المحزون الى مرحلة آخرى هي مرحلة الشجن والشجن هو حزن القلب ففيه دموع لايراها أحد
يكون المحزون في هذة المرحله مع الناس يعيش ويتكلم لكنه صامت أحياناً او كثيراً...
الى هنا ينفصل الانسان تماما عمن حوله ويبدو أمام أصحابه شاردا تائها والجميع يظنه صامتاً
بينما هو يبكي من الداخل ويصغي لبكاء القلب المكلوم ولا أحد ممن حوله يدري !!!
وفجأة يلحظ الجميع أن هناك دمعة بللت جفونه وسقطت على خدوده دون أن يحدث أمامهم
شيء محزن يستدعي البكاء .....
ان بكاء القلب مرحله من عذاب الإنطواء الى جدار الأيام هناك يتكور الإنسان على نفسه في شرنقه من خيوط العذاب
ان وداع الحب المفقود يشيع في جنازة تتم داخل الكيان الإنساني وسط نشيد الوداع.
وعندها تتبلد مشاعر المحب المحزون وأحاسيسه وتسكت عن الإدراك ...
إذا كان العذاب يترجم دموعا في العيون فانه حزن...
وإذا كان دموعا في القلب فإنه شجن !!!!
وعندما يتحول الحزن الى شجن فهو دمع صامت يبحث عن حبيب تائه....