حلم جندي عربي لم يشارك في المعارك

ذات ليلة غائمة
رأى الجندي العربي في حلمه
هذا الخبر المزعج:
"شنت القوات العربية المتحدة
عدة غارات جوية على العدو
ودمرت مواقع استراتيجية
وخلفت خسائر جسيمة في الارواح والعتاد
ثم عادت سالمة الى قواعدها .."
اسيقظ الجندي الذي لم يشارك في أي معركة انهزامية
وتحسس بندقيته العتيقة
فوجدها باردة كالصقيع السيبري و قد نخرها الصدأ
ولفتها خيوط العناكب
أما ذخيرته التي لم يستعملها قط
فقد صارت غير صالحة لاطلاق النار
فصاح بأعلى حنجرته: هل انتهت الحرب؟
آنذاك تيقن الجندي المنهزم
الذي طالما سئم الاحباط والفشل
والحروب الخاسرة
ان ما شاهده في منامه
ما هي الا اضغاث أحلام ليلة صيف
سرعان ما بددها بصيص الفجر
هذا زمن الحروب
أيها الجندي المغبون
فعد الى سباتك
وتابع نومك
وأطيل شخيرك
فان الحرب على العدو
لم تنشب بعد
وسوف نوقظك
بعد ان تضع أوزارها
وسنضع زهرة على قبرك
ونواري بندقيتك مع جثمانك
ونوقد شمعة حزينة
ونكتب على شاهدته:
هنا يرقد الجندي العربي
الذي لم يشارك قط في أي حرب
مات منكود الحظ
وقيل انه مات شهيدا"…