إيهِ يا أَقْصَى فما أقْسَى البليّهْ فَنُيوبُ الغَدرِ ما أَبْقَتْ بقيّه
عَجَزَ الوحشُ عَنِ البَطْشِ الذي مارَسَتْهُ طُغْمةُ الخَصْمِ الدّنَيّه
طُغْمةُ الكفْرِ التي ما عَرَفتْ غيرَ أحقادٍ على خيْرِ البريّة
أرْجَعَتْ عَهْدَ "هُلاكو" لابساً كلَّ زَيْفٍ مِنْ خِداعِ المدنيّه
زرعوها في فلسطينَ وهل يَزْرعُ المجرمُ إلاّ الهَمجيّةْ؟
هُم أقامُوها على أشلائِنا فتمزَّقْنا، ومِنْ غَيْرِ هَويّهْ
سرطانٌ هيَ في مَقْدِسِنا يَبْعَثُ الهولَ وأطيَافَ المنيّه
آخِذٌ في المدِّ لا يوقِفُهُ أيُّ طِبٍّ في القُصورِ العَرَبيّه
فَقُصُورُ العُرْبِ غشّاها الخَنَا فتباهتْ بهَوَان التَّبعيّه
مَلأتْ أيامَها –يا وَيْلَها- بفجورٍ وفُسوقِ الجَاهليّه
*****
إنّ هذا الدّاءَ لا يَحْسْمُهُ غيرُ طبٍ يَصْنَعُ النّفْسَ الأبيّ
إنّه القُرآنُ يَبْني أُمَّةً تَسْحَقُ الباطلَ والنّفسَ الغويّ
إِنّهُ القُرآنُ يُعْلي رَايَةً لِبَني الإِسْلامِ في القدسِ الشّجي
فَأَجيبوا داعيَ اللهِ لِكَيْ تَصْنَعوا النَّصْرَ وأَمْجاداً عليّه
اسألوا التاريخ عَنْ عِزٍّ مَضَى فَعَلامَ اليومَ تَرْضَوْنَ الدَنِيَّه
فاخلعوا يا قوم، أثوابَ الخَنَا والبسوا للعِزِّ أَثْواباً نَقيّه
لا تَكونوا مِنْ هَوانٍ وتداً لا تكونوا لبني الكفرِ مَطيّه
*****
أيُّهَا السَاسةُ مِنْ أُمَّتِنَا طُغْمَةُ الكُفْرِ، ذئابٌ بَشَريّه
أَنْشَبُوا المِخْلَبَ في أَحْشائِنا ثم هاجوا بِرُؤوسٍ بَرْبريَّه
خَلَتِ السَّاحةُ مِنْ مُعْتَصمٍ يَدْفعُ المكروهَ عَنْ طُهْر الزّكيّه
غيرَ فِتْيانٍ تَنادَوْا للفِدا وبأيديهم كتابٌ وَوَصيّه
لَيْسَ في الجُعْبَةِ إلاّ حجرٌ تقذفُ الخصمَ بِهِ كَفٌّ أَبِيّه
فاسألوا غَزَّةَ عن جيلِ الفِدا في فلسطينَ وأرضٍ مَقْدِسِيَّه
اسألوا كُلَّ بلادي عنهمُ فهمُ الرايةُ في جيلِ القضيّه
بَذَلوا الرُّوحَ ليحيا شَعْبُنا في ظِلالِ العِزِّ والأرضِ السّخيَّ
*****
أيها الساسةُ مِنْ أُمّتِنَا هَلْ سَمِعْتُم صَرْخَةَ الأَقْصَى العَلِيَّه
إِيهِ يَا أَقْصَى، فَهَلْ أَسْمَعْتَهُمْ شَهْقَةَ الطفلِ عَلى صَدْرِ الوَفِيّه
إِيهِ يَا أَقْصَى فَهَلْ حَدّثْتَهُمْ عَنْ ضَحايانا وَأَجْيالٍ فَتْيّه
إِيهِ يَا أَقْصَى، فَهَلْ خَبّرْتَهُمْ كَيْفَ قادَ العِلجُ للسِّجْنِ صَبيّه
إِيهِ يَا أَقْصَى، فَهَلْ أَنْبَأْتَهُمْ كَيْفَ ذَاقَ الأَهْلُ أَلْوَانَ المَنِيّه
كَمْ أُلوفٍ جُرِّعُوا كَأْسَ الرَّدَى بِيَدِ الأَوْغَادِ، أَشْرارِ البَريّه
وَبُيوتٍ أُخْمِدَتْ أَنفاسُهَا بِيَدِ الإِجْرامِ، يَا هَولَ البَلِيّه
يَا لَهَا مَجْزرةً قَدْ صَعَقَتْ كُلَّ راءٍ بِعُيونِ الآدَمِيّه
أَيُّ صَخْرٍ صنع القلبَ الذي رَضِيَ التّمْزيقَ للنَّفْسِ الزّكيّه
أَيُّهَا المجرمُ لَنْ تَنْجُوَ مِنَ قَبْضَةِ اللهِ وَأبناءِ القَضيّه
لك يوم فيه تجني علقماً ونجازيك على قَدْر الرّزيّ
*****
كلُّ هَذا الفَتْكِ بِالأَهلِ جَرى وَأُسودُ العُرْبِ في الرّجْسِ هَنِيّه
شَرِبوا نَخْبَ ضَحايَا أُمَّتي وَتهَاوَوْا عِنْدَ أَقْدامِ الحَظِيّهْ
أَيّهَا الخُوَّانُ، يَا وَيْلَكُمُ بِعتُمُ الأَقْصَى بِأَثْمَانٍ زَريّ
وَتَركتُمْ شَعبهُ يَلقَى الرَّدَى بِسِلاحٍ صَنَعَتْهُ المَدَنِيّ
أَلِهَذا كُنْتُمُ سَاسَتَنا؟! يَا عبيدَ الرِّجْسِ يَا شَرَّ البَرِيّ
أَرَضِيْتُم بِمَتَاعٍ زَائِلٍ بَدَلَ الفَوْزِ بِدَارٍ أُخْرَوِيّ
فَغَداً تَلْقَوْنَ ربّاً عادلاً فَيجازيكُمْ عَلى ظُلْمِ الرّعِيّهْ
رَحِمَ اللهُ ضَحَايا أُمّتي فَهُمُ الآنَ بِأَكْنافٍ رَضِيّه
وَأَنالَ الأَهلَ أَسبابَ العُلا وَأَذَلَّ الخَصْمَ بِالأَيْدي القَوِيّهْ