وحدي .. لا أريد أن يشاركني بها أحد .. ألم تموتي بعد( يهزها فيجد أنها قد فارقت الحياة ) ماتت.. ( يتفحص الحقيبة بفرح) الحقيبة لي الآن .. لي وحدي ( بلهجة حلم) سأشتري أسطول سيارات أجرة واجعل
كل السائقين العاطلين عن العمل يعملون عليها ..سابني عمارات .. سأتزوج أربع نساء ..( يضحك
بهستيريا ) سأعوض كل سنين القهر التي عشتها سائقا عند هذا الأستاذ اللعين ,,سأعيش ..سأعيش مثل
بقية البشر ( يجلس على ركبتيه منهارا ) يجب ألا أموت الآن ( يفتح الحقيبة بإعياء ) أين أنت أيتها
الدولارات والجنيهات واالليرات الذهبية .. أين أنت أيتها الثروة ( يخرج من الحقيبة أوراقا) ما هذا ؟ لا
يوجد بها إلا أوراق .. مستحيل .. الأستاذ قال لي أن بداخلها أشياء تخص الوطن ..( يقرأ ورقة ) تقرير
عن مراقبة المواطن فلان ابن فلان..( يقرأ ورقة ثاني) كشف حساب الأستاذ عدنان في مصرف تيتيكيوم
بسويسرا !!( يقف مجهدا ويبعثر الأوراق وهو يصرخ بهستيريا ) هذا هو الوطن يا ام مهيدي .. قتلتك
لاحصل على أموال الوطن ..انظري .. الوطن صار تقارير مراقبة وكشوف حسابات الأساتذة في
المصارف الأجنبية .. هذا هو الوطن ( يعود للجلوس على ركبتيه منهارا وهو يبكي) تعال أيها الموت ..
تعال أرجوك وخذني .. هم قتلوا الوطن ونحن قتلنا بعضنا .. تعال .. أتوسل إليك أسرع وخذني أيها
الموت .. تعال ..
( يدخل رجل بلباس عربي وهو يحمل جرّة وكيسا )
سليم : من ؟ فرج؟
فرج ( بذهول ) : نعم ..فرج .. ولكن ماذا حصل ..الأستاذ وأم مهيدي ميتان .. أتراني تأخرت عليكم ..
عدنان : تأخرت ام لم تتأخر .. لماذا عدت .. في كل المسرحيات المشابهة لاتعود .
فرج: لكني منكم .. كيف لا أعود!! ..اذا لم أعود فلا معنى لوجودي .
سليم ( وهو يشير لجثتي ام مهيدي وعدنان باكيا ) : ليتك لم تعد .انظر .. لافائدة الآن ..
فرج : يا الهي .. الدماء تنزف منها .. لقد قتلا ، من قتلهما ؟ ( ينهار سليم على الأرض- يسرع إليه فرج ويجسّ نبضه ) أنت أيضا متّ!! قم .. لا تمت .. لقد عدت لاخذكم إلى حيث تهطل الأمطار .. قم يا سليم .. لا تمت .. قم .. بماذا سأجيب الناس عندما يسألوني كيف متّم ؟ قم ..
( إظلام تدريجي – تنار بقعة ضوء حيث نرى فرج يبكي – صوت ام مهيدي وهي تنشد)
صوت ام مهيدي : بلاد العرب اوطاني من الشام لبغدان
صوت سليم : ياورد مين يشتريك وللحبيب يهديك
( صوت رعد وبرق يطغى على المسرح )
صوت ام مهيدي وسليم يغنيان معا : موطني موطني البهاء والجمال في رباك في رباك
هل اراك هل اراك سالما منعما وغانما مكرما
( صوت رعد وبرق من جديد مع موسيقى رقصة دبكة )
انتهى