منتدي شباب المسرح
عزيزي الزائر انت غير مسجل لدينا.سجل حتي تتمكن من مشاهدة كل الأقسام ..اقسام الأفلام والأغاني و الموسيقى وكل المواضيع(التسجيل يأخذاقل من 30 ثانية)
منتدي شباب المسرح
عزيزي الزائر انت غير مسجل لدينا.سجل حتي تتمكن من مشاهدة كل الأقسام ..اقسام الأفلام والأغاني و الموسيقى وكل المواضيع(التسجيل يأخذاقل من 30 ثانية)
منتدي شباب المسرح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدي شباب المسرح


 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 في انتظار فرج

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
قصة رجل حر
عضو فضي
عضو فضي
قصة رجل حر


ذكر
عدد الرسائل : 1959
العمر : 38
عدد نقاط نشاطك في المنتدي : 96460
تاريخ التسجيل : 20/04/2007

في انتظار فرج Empty
مُساهمةموضوع: في انتظار فرج   في انتظار فرج Emptyالجمعة 23 مايو - 20:24

في انتظار فرج
مسرحية في فصل واحد
عبدالرحمن حمادي


الشخصيات:
- سليم
- عدنان
- أم مهيدي
- فرج
- ممثلون ثانويون

( تفتح الستارة على خلفية توحي بان المكان هو صحراء- يدخل سليم منهكا وبيده منظار مقرّب ويصعد على صخرة صغيرة موجودة في منتصف المسرح)
سليم : إذا كان سيأتي فلا شك انه سيأتي من هذه الجهة ( ينظر من خلال المنظار المقرب) كلهم يقولون انه
سوف يأتي .. جيد..سأراقب ثم أراقب مادام هذا الأمر يعطيهم أملا مع انه آن لهم أن يدركوا ويقتنعوا
انه لن يأتي .
(ينزل من فوق الصخرة )
(يغني) الورد جميل جميل الورد
إذا أهداه حبيب لحبيب
يكون معناه وصاله قريب

وصاله قريب؟‍ ( يضحك باستهزاء) أخشى انه لن يكون هناك بعد الآن ايّ وصال ، قال الورد قال ؟
لك الورد الذي اشتريته لخطيبتي أكلوه .. أولاد ال..قلت لهم أن الورد خلقه الله لنشمّه ونتنعم برائحته
العطرة ، خلقه الله ليتهاداه العشاق ..لكنهم أكلوه ..الحمد لله .. بقيت معي وردة واحدة غافلتهم وخبأتها
..( يفتش في جيوبه ) آآه .. هاهي ..( يخرج وردة من جيبه ويشمها بتلذذ) ما أطيب طعمها ( يأكلها
بتلذذ)
(يدخل عدنان بلباس مرتب قليلا وهو يحمل حقيبة صغيرة –سمسونايت-)
عدنان : هه.. هل راقبت الطريق؟
سليم : يارجل ..أنهكت كل قواي الباقية وأنا أراقب الطريق .. منذ ساعات ، بل منذ يومين وست ساعات
وخمس دقائق وأنا أراقب الطريق من فوق تلك الصخرة .. حفظته شبرا شبرا ..
عدنان (بلهفة) : هه ؟ وهل وجدت شيئا؟
سليم : حسبي الله ونعم الوكيل .. تذهب وتنام ثم تأتى لتسألني نفس السؤال .. هل وجدت شيئا ؟ هل ظهر فرج
؟ حتى لاتسالني مرّة أخرى سأقول لك نعم .. وجدت
عدنان : وجدت ؟ ماذا وجدت ؟ أكيد وجدت فرج وهو يأتي مسرعا أو ما يدلّ على أن فرج سوف يأتي ..
سليم : بل وجدت صحراء وراء صحراء وراء صحراء .. هل ارتحت الآن ؟
عدنان : لا باس .. لا باس .. يجب الاّ نياس ..المهم أن لا يدخل اليأس الى قلوبنا..القضية قضية وقت لا اكثر.
سليم ( يضحك قليلا): ما زلت متفائلا يا أستاذ ..منذ يومين وست ساعات وتسع دقائق ونحن ننتظر فرج .. نفذ
منّا الماء والطعام ونحن ننتظر فرج .. الموت صار قريب منّا جدا ونحن ننتظر فرج ..
عدنان : لننتظر ..لن نملّ من الانتظار ..الانتظار افضل من الموت ، ثم لماذا أنت متشائم هكذا يارجل ..أنا
اعرف فرج جيدا ، منذ سنوات وهو يعمل مرافقا لي ولم عليه مرّة انه غير صادق .. لقد أمرته أن
يذهب ليحضر النجدة وهذا يعني انه سيأتي بالنجدة .. اطمئن.
سليم ( وهو يجلس) : اعتقد انه قد بقي أمامنا ساعات قليلة لنموت .. مع ذلك .. قد يأتي فرج بالنجدة .. من
يدري؟
عدنان ( بلهجة أمر) : هيه .. لا تجلس .. قم وراقب الطريق.
سليم ( يلتفت حواليه): من تخاطب ؟ هل تخاطبني أنا؟
عدنان : ومن يوجد هنا غيرك لأخاطبه ؟ قم وراقب الطريق
سليم : ولماذا لاتصعد أنت الصخرة وتراقب الطريق؟
عدنان : ماذا ؟ أنا أتسلق تلك الصخرة واراقب الطريق؟
سليم : نعم .. أنت .. تتسلق تلك الصخرة وتراقب الطريق.. هل يوجد على راسك ريشة .
عدنان : لا.. أكيد انك جننت .. هل نسيت أنني مسؤول ولا يجوز أن أقوم بأعمال يجب أن يقوم بها غيري ..
لا يجوز بايّ حال من الأحوال أن أراقب الطريق
سليم : يارجل .. طوال عمرك وانت تراقب وطنا كاملا والان لا تستطيع مراقبة طريق واحد في هذا الوطن
عدنان : للمرة الاخيرة أحذرك ..لاتنسى أنني مسؤول.
سليم ( بغضب) : مسؤول مسؤول.. الله يخرب بيتك على هذه الكلمة ، أنا قلت لكم دعونا نسافر على الطريق
الذي تسافر عليه جميع السيارات ، صحيح هو طريق طويل .. لكنه آمن .. والقدامى قالوا في أمثالهم
الطرقات ولو دارت ..لكنك اصرّيت على أن نعبر طريق صحراوية لا تعبرها حتى الوحوش.. قلت
انك مسؤول وتعرف الطرقات المختصرة .. والنتيجة كما ترى .. تعطلت بنا السيارة في منتصف
الطريق .. كل ذلك بسببك يا مسؤول.
عدنان: لا تلمني يارجل.. أنا فقط أردت حرق المراحل .. السياسي الناجح هو من يحرق المراحل في سبيل
التطور والوصول
سليم : كلام كبير .. بالله عليك اسكت .. قال حرق المراحل قال ؟
عدنان : يا رجل .. يا جاهل .. حرق المراحل علم في السياسة .. أنا أردت أن نصل بسرعة .. لكن أنت لم
تتمتع بحس المسؤولية، باعتبارك السائق لم تتأكد من جاهزية السيارة
سليم : الله يرحمك سلفا .. دعنا نموت وقلوبنا على الأقل متصافية
عدنان ( بلهجة خطابية):لا .. لن نموت .. سيصل فرج ومعه النجدة .. المنطق يقول انه يجب أن يأتي
سليم : يا ابن الحلال ..فرج هذا إما انه قد وصل الى حيث أنقذ نفسه ونسي امرنا ، واما انه مات على الطريق
قبل أن يصل
عدنان : مستحيل .. ان فرج ينتمي الى الطبقة الكادحة ، وإذا وصل لايمكن أن ينسى رفاقه المناضلين معه في
المسيرة المظفرة .. أي نحن .
سليم : الطبقة الكادحة ؟ ألم اقل لك بعنا سكوتك الله يرحمك سلفا .. دعني استقبل الموت وأنا مبسوط ( يغني )
الورد جميل .. جميل الورد.
( تدخل أم مهيدي مرتدية لباسا فلاحيا وبيدها عكازتها وهي تمدها أمامها بهيئة من يبحث عن الماء)
أم مهيدي : هنا .. هنا.. انظروا.. العكازة بدأت تهتز ..هذا يعين أن المياه موجودة في هذا المكان .
سليم : يا امرأة .. منذ يومين وأنت تدورين بعكازتك العجيبة هذه وتقولين هنا يوجد ماء .. لأ .. هنا .. حيّرتينا
..أما حان الوقت لتقتنعي بان هذا المكان هو صحراء قاحلة وفي الصحراء القاحلة لا توجد مياه ..
افهميها يا خالة .
أم مهيدي: لا تتدخل باختصاصي أرجوك .. أنا فلاحة وابنة فلاح واعرف بالخبرة أين توجد المياه
سليم : طيّب.. على فرض انه توجد مياه تحت هذه الأرض كما تقولين .. كيف وبأي شيء سنحفر .. لا توجد
لدينا معاول ولا مجاريف .
عدنان : انهزامي .. سنحفر بأصابعنا وأظافرنا وأسناننا .. سنحفر ولن نسمح للقوى المعادية أن ترانا عاجزين
يائسين
سليم : رائع .. رائع يا أستاذ .. إذن باشر الحفر .. هيا .. احفر
عدنان: سأحفر طبعا .. ولكن .. بماذا سأحفر ؟
سليم( يقلد لهجته): احفر بيديك .. بأظافرك وأصابعك وأسنانك .. المهم الاّ تسمح للقوى المعادية أن تراك
عاجزا يائسا.
ام مهيدي: صحيح يا أستاذ .. تذكرت .. أنت دائما على التلفزيون تشتم القوى المعادية
عدنان :وسأبقى اشتمها
أم مهيدي : طبعا ستشتمها..بنت الكلب هذه القوى المعادية .. يلعن أبوها على أبو الذين خلفوها..ولكني يا
أستاذ فلاحة وفهمي على قدّي ..بصراحة حتى الآن لم اعرف من هي القوى المعادية .. لو تكرّمت يا
أستاذ اخبرني من هي القوى المعادية ..ربما إذا نجونا من هذا المكان اذهب والعن أبو اللي خلفوها ..
عدنان : القوى المعادية ؟ القوى المعادية .. نعم .. إنها القوى التي تتسلق على الانتماء الأيديولوجي لتمتد الى
اللاانتماء السيكيولوجي للشعوب المكافحة مستفيدة من التحولات اللاشكلانية في الصراع الطبقي
ام مهيدي: الله يفتح عليك .. الان فهمت .. آخ لو تقع بيدي هذه البنت الكلب القوى المعادية .. كنت ذبحتها
وشربت من دمها .
سليم : وفّري على نفسك هذه المهمة يا خالة .. الأستاذ ذبحها قبلك آلاف المرّات .. شخصيا لا اذكر عدد
المرات التي سمعته يعلن فيها انه قد قضى على القوى المعادية ، ثم اسمعه يعلن انه سوف يقضي على
القوى المعادية ..ثم
عدنان ( مقاطعا بغضب): لآ.. لقد تماديت كثيرا والغيت كل الحواجز ما بيني وبينك كمسؤول ومواطن ..
أحذرك كي تلتزم جانب الاحترام ، وبجميع الأحوال عندما يأتي فرج ساحيلك للمحاسبة
ام مهيدي : أرجوكم يا جماعة .. الموت قريب منّا وأنتما تتشاجران
سليم : لابد أن نتشاجر يا خالة ، فنحن في الحقيقة لم نمسك بعد ببنت الحرام القوى المعادية التي هي سبب
شجارنا المستمر مع بعضنا
ام مهيدي: خسئت ..الأستاذ قال أننا قضينا على القوى المعادية ..أنا سمعته باذنيّ اللتين سيأكلهما الدود من
فترة قريبة يعلن انه قضى على القوى المعادية
عدنان : وانت أيضا أيتها الفلاحة تستهزئين بكلامي ؟
ام مهيدي( بخوف): آني؟ الله يقطع لساني إن كنت استهزئ يا أستاذ .. أنا فقط اردد ما شرحته لي قبل قليل
عن القوى المعادي .. أنا ..( تهتف) تسقط القوى المعادية .. تسقط تسقط تسقط
سليم ( يغني ) : الورد جميل .. جميل الود
عدنان : سبحان الله .. في ظروفنا هذه تجد نفسا للغناء يارجل ‍؟
سليم : خاصة في هذه الظروف الصعبة يجب أن اغني .. بل يجب أن اغني للورد تحديدا .. هل هناك اجمل
من الورد ؟ ألا تراهم في الأفلام عندما يموت أحدهم يغطونه بالورد ، وبما أننا سنموت ولن تغطينا
سوى الرمال أرى انه من الأفضل أن نغني للورد .
ام مهيدي: ورد؟ أنا افضّل أن نغني نايل أو سويحلي ..هذه أغنيات تناسب ميتتنا هنا ، بل الأفضل أن نموت
ونحن نرقص الدبكة
سليم : يعني أن ندبك .. لم لا .. الدبكة رقصة جميلة .. هل تعرف الدبكة يا أستاذ ؟
عدنان : واحد مثلي لا يدبك
سليم ( باستهزاء) : لا تواخذنا الله يخليك ..لا يوجد في برنامجنا لهذا اليوم رقصات سلو وديسكو ( لام
مهيدي) قومي يا خالة .. قومي ودعينا ندبك قبل أن نموت .. اجمل شيء أن نموت ونحن ندبك .
عدنان : هذه إهانة ستحاسب عليها .. أنا لا اعرف أن أدبك ؟ أنا ابن الشعب .. في كل مناسبة وطنية او قومية
أشارك الشعب أفراحه وادبك معه
ام مهيدي: إذن قم وادبك مع سائقك ..دعني افرح في أواخر ساعات شيخوختي وأنا أرى الدبكة مشتعلة ..
عدنان : وماذا بها .. الواجب أن نشارك الشعب أفراحه في كل زمان ومكان (لام مهيدي وهو يعطيها الحقيبة )
امسكي بالحقيبة جيدا .. إنها تحتوي على أشياء لاتقدّر بثمن
ام مهيدي : حاضر...( تأخذ الحقيبة) سأحافظ عليها .. لكن ادبكوا
( يقف عدنان بجانب سليم – تصدر موسيقى شعبية – يرقصان الدبكة بانشراح)
ام مهيدي( بارتياح): يا سلام .. هكذا الواحدة تموت وضميرها مرتاح .. صدقوني منذ عرس ابن المختار في
قريتنا لم أر دبّيكة يدبكون ..صرت قلقة من أن يكون الناس قد نسوا الدبكة، لكن الحمد لله .. الان
تأكدت أن هناك من لم ينسها .
عدنان ( وهو يأخذ منها الحقيبة): أيتها الشمطاء ، لقد جعلتينا ندبك .. ألم يكن من الأفضل أن نوفر ما تبقى من قوانا ؟
سليم : مع انني فقدت معظم قواي فلن أتوقف عن الغناء للورد ، يا سلام .. ما اجمل الورد .. لك بنت الكلب
خطيبتي حبيبتي اصرّت على أن اشتري لها باقة ورد واهديها لها ، قلت لها يا بنت الحلال .. أنا سائق
سيارة واجرتي في اليوم بالكاد تشتري باقة ورد ، نوفر ثمن الورد لنشتري به خبزا في المستقبل بعد أن
نتزوّج ..قال لآ.. ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان
أم مهيدي : حيّا الله اصلها ..المرأة تحب أن يغازلها حبيبها بالورود والأزهار والرياحين ..خذ مثلا .. أنا
فلاحة .. وعندما كان زوجي أبو مهيدي رحمه الله وجعل مثواه الجنة يعود من الأرض كان لا ينسى أن
يحضر لي منها بعض الأزهار .. كان هذا يفرحني .
سليم : هذا عندما كانت الورود والأزهار متوفرة مجانا يا أم مهيدي .. الآن كما تعرفين نحن نشتري
الورود..قي عيد الحب كما سمعت يبيعون الوردة الحمراء بكذا مبلغ ..يقولون اسمه عيد.. عيدال.. عيد
ماذا ؟
عدنان : عيد فالنتين يا جاهل
سليم : نعم نعم .. عيد فلتان هذا ..المهمّ..أنا بدون عيد فلتان هذا وأمام إلحاح بنت الكلب خطيبتي قررت أن اشتري لها باقة ورد باجرة يوم كامل ، قلت لنفسي ماذا بها ..من حق الفقير أيضا أن يغازل حبيبته بالورود ، هي مرّة واحدة قبل الزواج وبعد الزواج بالتأكيد سأطالعها من عيونها كما يقال ..في كل مرة سأضربها بها سأقول لها يا بنت الكذا ألم أهدك أثناء خطوبتنا باقة ورد مع انه لم يكن عيد فلتان
سليم : نعم .. اسمه عيد فالتان .. المهم .. اشتريت باقة ورد وصرت احلم بعد أن اشتريتها كيف سأقدمها
لخطيبتي .. ماهي العبارات التي يجب أن أقولها لها ..صرت احلم بحجم فرحتها وسعادتها وهي تستلم مني باقة الورد .
أم مهيدي : أحسنت .. أحلام مشروعة .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
قصة رجل حر
عضو فضي
عضو فضي
قصة رجل حر


ذكر
عدد الرسائل : 1959
العمر : 38
عدد نقاط نشاطك في المنتدي : 96460
تاريخ التسجيل : 20/04/2007

في انتظار فرج Empty
مُساهمةموضوع: رد: في انتظار فرج   في انتظار فرج Emptyالجمعة 23 مايو - 20:24

سليم : لكنكم بعد أن نفذ منكم كل شيء يؤكل أكلتم باقة الورد يا أولاد ال..أكلتم باقة الورد ومعها أكلتم
أحلامي ( بأسى) حتى أحلام البسطاء يجب أن يأكلها الآخرون دائما
عدنان : بسيطة بسيطة..عندما يأتي فرج بالنجدة سأجعلهم يشترون لك باقة ورد كبيرة جدا لتهديها لخطيبتك
سليم : لماذا لاتفتح الحقيبة وتعطيني ثمن باقة الورد ، لك أريد أن أموت وأنا املك فقط ثمن حلم من أحلامي التي لم تتحقق.
عدنان (بحدة): هذه الحقيبة ملك للوطن .. لن افتحها ..المهم ّ.. يجب أن يصعد أحد إلى الصخرة ويراقب
الطريق ..لابد أن فرج قد صار على مسافة قريبة
أم مهيدي: أنا امرأة عجوز ومن غير اللائق أن اصعد الصخرة ، مهمتي هي الترحيب فقط بفرج عندما يصل
عدنان : أرجو الاّ يتأخر اكثر من ذلك ، غدا صباحا يتضمن برنامج عملي تدشين مشروع حيوي، تصوروا
الكارثة التي ستقع إذا لم اصل إلى موقع التدشين في الوقت المناسب.. هذا مشروع للوطن كله يا جماعة .
سليم : بالتأكيد ، المشروع لايمكن ان يستفيد منه الوطن إذا لم تدشنه .
ام مهيدي: الأستاذ معه حق.. قبل عدة سنوات جاء أساتذة مثل الأستاذ لقريتنا وقالوا انهم سيدشنون مشروعا لإنارة القرية بالكهرباء.
سليم : مبروك .. هذه قريتكم صار بها كهرباء.
ام مهيدي : يا جاهل..كيف تصير بها كهرباء ولا توجد فيها عواميد لإيصال الكهرباء ؟ لهذا المساكين بارك
الله في همتهم جاؤا في العام التالي ودشنوا مشروعا لغرز عواميد الكهرباء ..النشامى يومها شتموا القوى
المعادية وقالوا أن كل عامود يغرس في مشروع الكهرباء هو عامود يغرس في جسد القوى المعادية ..
سليم : وجاءت الكهرباء لقريتكم
ام مهيدي: يا ولدي .. على أيساس انك فهيم ..لك كيف تأتى الكهرباء بدون وجود أسلاك على العواميد؟
سليم : هذه لم تخطر على بالي
ام مهيدي : لذلك النشامى جاؤا في العام التالي ودشنوا مشروعا لمدّ أسلاك الكهرباء على العواميد
سليم : وجاءتكم الكهرباء؟
ام مهيدي: حسبي الله ونعم الوكيل بك ..يارجل ..كيف ستصل الكهرباء ولا توجد محطة لتوليد الكهرباء
سليم : وهذه لم تخطر على بالي
ام مهيدي : صحيح انه حتى الآن لم تصل الكهرباء لقريتنا ، لكن هذا لايهمّ، المهم أننا رأينا كم تتعبون يا أستاذ
في التدشين ، تشتمون القوى المعادية وتتصورون أمام التلفزيون وتشاركون الناس الرقص والأفراح
والولائم في كل تدشين .
عدنان : أحسنت أيتها المواطنة الصالحة ، عندما يأتي فرج بالنجدة سأجعلهم يمنحونك وساما ثانيا.
سليم : وساما ثانيا ؟ هل أعطيتم الخالة وساما من قبل؟
ام مهيدي :طبعا .. ألم أخبرك انني كنت مسافرة معكم في السيارة لأذهب واحصل على وسام ؟
عدنان : ياجاهل ، إذن لماذا تكلفت أنا كمسؤول الذهاب إلى قرية الخالة ام مهيدي وإحضارها بسيارتي الحكومية ؟
سليم : من أين لي أن اعرف ؟ أنا طوال عمري كسائق عندك لم اجرؤ على سؤالك عن شيء... وسام ماذا يا ام مهيدي ؟
ام مهيدي : وسام الإنتاج القطني .. كنت سأستلمه نيابة عن زوجي أبو مهيدي رحمه الله ..قبل أن يأتي الأستاذ
أرسلوا لي رجلا من مكتب التنمية القطنية وعلمني انهم اذا سألوني أثناء الاحتفال الذي يقيمه المكتب كم
كانت ارض زوجي تنتج من القطن أن أجيبهم أنها كانت تنتج ألف طن في الهكتار الواحد .. طبعا كانت
تنتج ألف طن في الهكتار بفضل اتباع إرشادات وسماد مكتب التنمية القطنية .
سليم : ألف طن في الهكتار ألواح ؟ ما شاءالله .. زوجك فعلا يستحق الوسام.
ام مهيدي : نعم ، يستحقه ، هو من قال لهم أن التنمية القطنية تحتاج إلى حفر آبار ارتوازية ، بارك الله بهم ،
سمعوا له ورصدوا ميزانيات كبيرة لحفر آبار ارتوازية
عدنان : طبعا ، كل مافيه مصلحة الوطن نرصد له الميزانيات ، لهذا رصدنا ميزانيات لحفر آبار ارتوازية .
أم مهيدي : اشهد بالله نعم .. رصدوا ميزانيات ، ولكنها بسبب التطور السياحي صرفت على بناء منشات
سياحية وكباريهات عصرية
عدنان : لم لا .. هذا ما يجب أن نفعله لتفعيل الحركة السياحية ، السياح يجب أن يروا بلادنا في صورة
حضارية
ام مهيدي : ولانه لم تعد هناك أراض كافية بنوا منشات سياحية فوق ارض زوجي أبو مهيدي رحمه الله
سليم : إذن كيف زرع زوجك القطن وكيف؟
ام مهيدي : لم يزرع .. المسكين قال لهم انه اذا لم يزرع فلن تكون هناك منتجات قطنية ، لم يجاوبوه في
البداية ، فاشتكى لمختار القرية .
سليم : واتت الشكوى بمفعولها حتما .
ام مهيدي : طبعا ..النشامى بارك الله في همتهم جاؤوا في اليوم التالي للبيت عندنا وناقشوه ..يومها ..
( اظلام – تنار بقعة على منظر بيت ريفي حيث نجد فلاحا عجوزا هو ابو مهيدي وام مهيدي ومعه عدنان وخلفه رجل عابس بيده عصا )
عدنان : اعترف يا ابو مهيدي ..الافضل ان تعترف .. انا انتمي للفلاحين وارحم من ان نرسلك للتحقيق
ابو مهيدي: اعترف بماذا ؟
عدنان : اعترف ..من هم الجهات المعادية التي دفعتك لتقديم شكوى للمختار ؟
ابو مهيدي: قلت لك انني اشتكيت من تلقاء نفسي.. هذه ارضي ياجماعة .. ارضي التي ساموت ان اخذتموها.
عدنان : اخرس.. نحن لاناخذ منك صدقة .. سندفع لك قيمتها مالا .
ابو مهيدي : هذه الارض با استاذ خلقها الله للزراعة .. زراعة القطن ..
عدنان ( لأم مهيدي ) : افهميه ياام مهيدي .. سيخسر اذا استمر بهذا العناد ..انا حتى الان لا اريد ان اتهمه
بالوقوف في وجه التنمية السياحية .. افهميه انه كمواطن صالح يجب ان يقف مع التنمية السياحية
..لا يقف بوجه التنمية السياحية إلا أعداء الوطن ..
ام مهيدي : يا ولدي .. لكن أبو مهيدي مثلي فلاح ..نموت اذا أخذتم الأرض منّا ..
عدنان ( بعصبية): لآ..الظاهر أنكم فعلا ضد التطور السياحي ..جيد .. ستذهب معنا يا ابو مهيدي
ام مهيدي : إلى أين
عدنان : لا تخافي .. سنأخذه ونسقيه فنجان قهوة ونعيده إليك .. لا تخافي..( للرجل) خذه
ابو مهيدي: خذوني .. لو ذبحتموني انا ضد التنمية السياحية التي تتحدثون عنها .. انا مع الارض وزراعة القطن ..اموت ولا اؤيد التنمية السياحية
( يمسك الرجل بابو مهيدي ويسحبه بقوة – إظلام – إنارة على مشهد الصحراء)
سليم ( يضحك قليلا ) : اضحكي يا ام مهيدي .. هو ذا زوجك قد شرب فنجان قهوة عندهم .
ام مهيدي: صدقت يا ولدي .. بل سقوه براميل قهوة ، وبعد شهرين .. ثلاثة .. سنة .. لم اعد اذكر أعادوه
للبيت معززا مكرّما
( إظلام – إنارة على مشهد البيت الريفي حيث نجد أبو مهيدي واقفا بحالة مزرية ومعه أم مهيدي )
ابو مهيدي ( يصرخ بهتاف): عاشت التنمية السياحية يا .. عاشت عاشت عاشت ..لتسقط زراعة القطن يا ..
تسقط تسقط تسقط
( إظلام على مشهد البيت الريفي – إنارة على الصحراء)
ام مهيدي : وهكذا صار لا يتوقف عن الهتاف بحياة التنمية السياحية ، بل صار كل من يزوره مهنئا بعودته
سالما غانما كان يحدثه عن فضائل التنمية السياحية ، لك حتى عندما كنت اطلب منه ما تطلبه الزوجة
من زوجها كان يلطمني ويقف ليهتف بحياة التنمية السياحية .
سليم : المسكين .. ربما وقتها لم يسمع بالفياغرا يا خالة .
ام مهيدي : عيب .. كان رجلا ولايحتاج لهذا الذي ذكرته ، لكنه اخبرني أن لاوقت عنده لشيء إلا لتمجيد
التنمية السياحية ، وحتى عندما مات بعد فترة من التخمة التي أصابته من كثرة شرب القهوة عند النشامى
مات وهو يهتف باسم التنمية السياحية .
عدنان : الأعمار بيد الله .. لاتحملينا ذنب موته .. نحن بعد موته أكرمناه وقررنا منحه وسام الإنتاج القطني ،
بل أنا شخصيا جئت بسيارتي الحكومية لاصطحبك كي تستلمي الوسام نيابة عن زوجك .
( يتقدم منها سليم ويلمس جبهتها)
سليم : انظر يارجل في هذه الحقيبة التي تحملها ..ألا يوجد فيها شيء مفيد لإنقاذ هذه العجوز ؟ إنها تعاني من ضربة شمس .
( تجلس ام مهيدي منهكة)
عدنان : نعم ، إنها تهذي بالتأكيد ، مواطنة مخلصة مثلها لايمكن أن تنال من سمعة الوطن بمثل هذا الكلام الا
اذا كانت تهذي .. اقترح أن نضع لها على جبهتها كمّادات ماء بارد .
سليم : يارجل .. تعرف انه لم تعد هناك قطرة ماء واحدة لنشربها وتقترح كمّادات ماء بارد !! هل يوجد في
الحقيبة التي تحملها كمّادات ماء ؟
عدنان ( بحدة) : قلت لكم أن هذه الحقيبة تخصّ الوطن ، هل تعتقد أن الوطن يهتم بالكمادات ؟
سليم : لهذا أنت حريص على الحقيبة هكذا حتى وأنت على شفير الموت ؟ اقطع يدي إن لم يكن في هذه الحقيبة ما سرقتموه من الوطن .
ام مهيدي : يا شباب ، سنموت من العطش ، دعونا نحفر حيث أشرت لكم ، أنا على ثقة انه يوجد ماء
سليم : أنا أميل لرأي ام مهيدي ، لاخيار أمامنا إلا أن نحفر ، قد يكون هناك ماء فعلا.
عدنان : قبل قليل كنت تقول أنها ارض صحراوية ولا يمكن أن يوجد فيها ماء ، والان تطلب منّا أن نحفر لأنه
ثمة احتمال لوجود الماء ، ما هذا التناقض في المواقف ؟ صحيحي انك من القوى المترددة التي لامواقف
ثابتة لها واخطر شيء هو وجود الطبقة التي لامواقف لها .
سليم : عدنا للسياسة ؟ ماذا تريدنا أن نفعل ؟ أنا أقول انه من الأفضل أن نموت ونحن نحفر بحثا عن الماء من
أن نموت ونحن لا أمل لدينا بالحصول على الماء .
عدنان ( باستحسان ) : شعار رائع .. أن نموت ونحن نبث عن الماء.. انه فعلا شعار رائع .. سوف استعمله
عندما نقوم بتدشين مشاريع المياه في الوطن .
سليم : ولكن هانحن نعود لنفس المشكلة .. بماذا سنحفر ؟
ام مهيدي : يجب أن تجدوا وسيلة ما .
سليم ( يفكر) : نعم ، يجب أن نجد وسيلة للحفر ..(يصرخ) وجدتها .. وجدتها
ام مهيدي : وجدت ماذا ؟
سليم : وجدت الطريقة التي نحفر بها
عدنان : اياك أن تردد كلامي بأننا سنحفر بأظافرنا وأسناننا ... ذلك كان كلاما لا اكثر .
سليم : اطمئن .. لن اردد كلامك .. خزان السيارة مليء تقريبا بالبنزين .. سافكّه واحضره إلى حيث أشارت ام مهيدي ثم أشعل النار فيه وعندها سنفجر
عدنان : ينفجر؟
سليم : وعندما ينفجر سيخلّف فجوة كبيرة جدا ، فإذا كان هناك ماء سيظهر ونشرب ونعيش .
ام مهيدي: أحسنت ..حيّاك الله .. كيف لم تخطر على بالي هذه الفكرة من قبل ؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
قصة رجل حر
عضو فضي
عضو فضي
قصة رجل حر


ذكر
عدد الرسائل : 1959
العمر : 38
عدد نقاط نشاطك في المنتدي : 96460
تاريخ التسجيل : 20/04/2007

في انتظار فرج Empty
مُساهمةموضوع: رد: في انتظار فرج   في انتظار فرج Emptyالجمعة 23 مايو - 20:25

( يذرع عدنان المسرح جيئة وذهابا بهيئة بوليسية )
عدنان : يعني يا ام مهيدي أنت مع فكرة التفجير أيضا ..قوليها بصراحة ..نحن نعرف كل شيء عنك ..
الأفضل أن تكوني صريحة معنا .. هذا سيساعدك كثيرا ويساعدنا
ام مهيدي ( بحيرة): تعرفون ؟ تعرفون ماذا ؟
عدنان : التفجيرات ..ألم تقولي قبل قليل انك مع فكرة التفجير .. تفجير خزان السيارة .. يعني انت مع
استعمال المتفجرات؟
ام مهيدي ( بخوف): هداك الله يا ولدي ..أنا قلت أن فكرة تفجير خزان السيارة جيدة مادامت ستؤمن لنا المياه
وتمنع عنا الموت.
عدنان : يا ولّه.. العالم كله يعاني من آثار المتفجرات وأنت مثل سليم تتحدثين عن التفجير والمتفجرات
ام مهيدي : إنها مجرد فكرة يا أستاذ هداك الله ..
عدنان : فكرة ؟ فكرة لا تأتى إلا من أناس لهم علاقة بالمتفجرات والتفجيرات .. ثم لنفترض أننا بعد تفجير
الخزان حيث تقول يا سيد سليم لم نجد ماء ، كيف سيكون موقفنا ؟
سليم : اذا لم نجد ماء فلن نتكون قد خسرنا شيئا.
عدنان : أنا أعني لو بعد التفجير لم يظهر ماء بل ظهر بترول .. عندها سنتحمل مسؤولية هدر ثروات الوطن
.. قل لي .. من سيتحمل مسؤولية هدر ثروات الوطن .. ها .. قل لي .
سليم ( بنفاذ صر) : اسمع .. أريد لقاء وجه ربي ويداي نظيفتان من دمك ..هل يوجد عندك حلّ آخر غير
تفجير خزان السيارة ؟
عدنان : طبعا هناك حلّ.. السياسي لا يعجز عن إيجاد الحلول .. قم أنت واصعد إلى الصخرة وراقب الطريق بانتظار وصول فرج وأنت يا ام مهيدي تعالي معي .. سأنفذ خطة لا مجال للتشكيك بجدواها
ام مهيدي ( تقف وهي تتحامل على نفسها ) : أنت تامر يا أستاذ
( يخرج عدنان وأم مهيدي )
سليم : حسبي الله ونعم الوكيل ، يا الهي ، ما الذي فعلته من ذنوب حتى تجعل نهايتي مع هذا المسؤول؟ طوال
عمري أتحاشى مجرّد الاقتراب من المسؤولين .. امشي الحيط الحيط واقول يارب السترة ..اصفق لكل
مسؤول حتى لو كان مسؤولا عن النظافة ..كل مسؤول عندي يعمل لمصلحة الوطن ..خسيء من يكذّب
مسؤولا ويقول أن رواتبنا لاتكفينا ثمنا للخبز .. كل مسؤول يحمل هموم الشعب على كتفيه .. بعد هذا كلّه
سأموت مع مسؤول؟(يضحك باستهزاء) أتخيل عدد براميل القهوة التي سيسقيها انكر ونكير لهذا
المسؤول..ولكن .. الحقيبة .. نعم الحقيبة التي يحملها بيده ويحرص عليها كل هذا الحرص ..آآه لو اعرف
ما بداخلها ..قال يوجد بداخلها أشياء تخص الوطن ، من المؤكد أنها مليئة بالأموال التي سرقها من الوطن
..تخيلوا لو أن هذا الرجل يموت واحصل على الحقيبة ومافي داخلها .. الرجل ميت ميت .. ما المانع من
أن اقتله وآخذ الحقيبة لنفسي . أكيد أنني بالأموال التي بداخلها سأستطيع شراء أسطول من السيارات
لحسابي الخاص ، لكن .. المشكلة أن قلبي ضعيف .. لم اقتل طوال عمري صرصورا حتى .
( تدخل ام مهيدي وهي تحمل يافطة طرفها الفارغ للجمهور)
ام مهيدي : الحمد لله .. الأستاذ وجد الحل ..فعلا السياسة شيء مهم ..هذا الأستاذ وجد الحل الذي سنقذنا .. بارك الله بهمته .
سليم ( باستغراب) : ما هذا الشيء الذي تحملينه؟
ام مهيدي : لا اعرف .. الأستاذ صنعه واعطاني اياه وقال اسبقيني .. انه الآن يصنع واحدة مثل هذه لك
وأخرى لنفسه .. المسكين تعب كثيرا حتى كتب بشحم السيارة
( تدير اليافطة فتظهر للجمهور وقد كتب عليها بخط رديء : عاش فرج )
سليم ( باستهزاء) : قلت انه يكتب بشحم السيارة ؟
ام مهيدي : نعم ، انه الأستاذ ، والأستاذ لا يعجز عن شيء.
( يدخل عدنان وهو يحمل يافطتين )
عدنان : هه.. خذ هذه اليافطة .. ارفعا للأعلى .. ارفعها مثلي.
( يأخذ سليم اليافطة فنجد عليها عبارة – نموت نموت ويحيا فرج – واليافطة الثانية التي يرفعها عدنان مكتوب عليها- بالروح بالدم نفديك يافرج-)
سليم : يافطات ؟ ماذا فعلت يا رجل؟
عدنان : حلّ سياسي ماهر جدا..سوف نقوم الآن بمسيرة جماهيرية حاشدة ، وسوف تصل أخبار هذه المسيرة
لفرج مما يجعله يسرع بالحضور ومعه النجدة .. ليرفع كل منكم يافطته وسيروا خلفي ..
أم مهيدي : أنت تامر ياستاذ.
عدنان ( لسليم ): نفّذ ما اقوله يا رجل وسوف تجد النتائج باهرة .. يالله ..سيروا على بركة الله .
( يسير عدنان وتتبعه ام مهيدي ثم سليم وهم يرفعون اليافطات)
عدنان ( يهتف ): يعيش فرج يا..
سليم وام مهيدي : يعيش يعيش يعيش
عدنان : لاحياة بدون فرج
سليم وام مهيدي : عاش فرج عاش فرج.
( يصعد عدنان فوق الصخرة ويخطب)
عدنان : يا أبناء شعبنا الصابر المناضل ... إننا نعلنها بأعلى أصواتنا أن فرج سيأتي ، وإننا نعلن للعالم كله أننا
لن نملّ من انتظار فرج ، لا..لن تنال من عزيمتنا أبواق القوى المعادية ...لن تؤخر مسيرتنا المظفرة
الحواجز التي تضعها قوى الشر والظلام ..سنبقى ننتظر فرج
( يخرج من بين الجمهور ممثلون تباعا وكل واحد يهتف ويخرجون تباعا ويسيرون باتجاه المسرح وهم يهتفون وبعضهم يحمل يافطات ويرفعها ويشكلون ما يشبه المظاهرة في رواق الصالة وهم يصعدون للمسرح)
ممثل ( بحماس): نموت نموت ليحيا فرج
ممثل2(بحماس) :لن نتوانى عن نهج البناء في سبيل التقد م ..
ممثل : عاش فرج ..
الممثلون : عاش عاش عاش
عدنان : فلتخسأ القوى المعادية .. إن فرج ضرورة تاريخية لنا ولإنقاذنا من براثين الرجعية العميلة لاعداء
الوطن .. وسوف يأتي وينقذنا
ممثل 3: بالروح بالدم نفديك يافرج
الممثلون ( يرددون ) : بالروح بالدم نفديك يافرج
( يخرج الممثلون على شكل مظاهرة من مدخل الكواليس – يتطلع سليم حواليه وكأنه يستفيق من حلم بينما يستمر عدنان بالخطابة )
سليم : حسبي الله .. لك ماذا تفعل يا أستاذ؟
عدنان : أقود مسيرة جماهيرية حاشدة بمناسبة عيدال..
سليم ( يقاطعه بحدة ): انزل .. انزل ولا تدعني ألوث يدي بدمك .. اتركنا نموت بسلام .. تقود مسيرة لمن
وبمن ؟ انزل غفر الله ذنوبك ..
عدنان ( وهو ينزل من فوق الصخرة ) : أنت تشكك بجدوى المسيرات الجماهيرية الحاشدة يا متخاذل.
سليم : أنا لا اشكك بشيء لأننا لم نعد شيئا يمكن التشكيك به ..نحن فقط بحاجة لشربة ماء ولقمة خبز وأنت
وسط هذا الخراب تقودنا في مسيرات حاشدة ؟ الجائع والعطشان والخائف مثلي ومثل ام مهيدي هل
تعتقد انه يمكن أن يهتم بمسيرات جماهيرية ؟
عدنان : المسيرات الجماهيرية ستأتي بفرج ، وفرج سيوصلنا لبيوتنا بأمان
سليم ( بأسى) : وعلى فرض أننا وصلنا لبيوتنا ..ترى هل سنجد فيها شيئا نأكله ؟
عدنان : لايهمّ.. سنأكل التراب ولن نستسلم
سليم : التراب ؟ وهل بقي في الوطن تراب لنأكله ؟ التراب غطته القصور والفيلاّت والمنشات السياحية وما
تبقى داسته أقدامنا ونحن نخرج في المسيرات كل يوم ..بالروح بالدم نفديك يافرج ..ولكن لاروح فينا
ولادم ّّ..نموت نموت ليحيا فرج ..يحيا فرج ؟كيف نموت ليحيا فرج ونحن أصلا نولد ميتين ؟ تسقط
القوى المعادي .. لكن لا نحن ولا انتم نعرف من هي القوى المعادية .. من هي بنت الحرام التي
أسميتموها القوى المعادية ..نحن لم نعد نريد شيئا يا ستاذمنكم ..لامسيرات ولا شيء إلا شربة ماء .. نعم
شربة ماء لاشرب فنجان قهوة عندكم ..نريد لقمة خبز ..لكن حتى لقمة الخبز صارت عصية على
أفواهنا ان لم تكن مغمسة بالخوف .... اسكت .. اسكت رحم الله روحك سلفا ..لاتفتح جروحنا ونحن على
أبواب الموت .
ام مهيدي : يا جماعة .. أرجوكم ..نقطة ماء واحدة .. أحس أناملي بدأت تتخدر .
سليم : احمدي الله .. أنا اشعر ان كل أطرافي قد خرجت من جسدي.. اهدئي .. لا تتحركي كثيرا ، ذلك قد يطيل عمرك قليلا .
ام مهيدي : يطيل عمري قليلا ؟ يا ولدي .. ما الفائدة ان متنا الآن أو بعد قليل.. قم يا رجل .. قم ودعوني أراكم ترقصون الدبكة مرة ثانية
عدنان : ماذا أصابك يا ام مهيدي . ..ارقصوا الدبكة ارقصوا الدبكة .. تظنينا رقّاصات ولا نعرف؟
سليم (يضحك ) : تصوّر لو كنت رقّاصة .. كنت الآن صاحب واسطة عندكم يا أستاذ ..أصلا لم يعد يمشي
كار إلا كار الرقّاصات .( لام مهيدي) أنا اقترح يا خالة بدلا من الرقص ان نغني .. جميل ان نستقبل
الموت بالغناء ( يغني ) يا وردة الحب الصافي .. يسلم ايدين اللي سقاك ..لحن جميل ..بل اسمعوا هذه
..يا ورد مين يشتريك .. وللحبيب يهديك ..الله .. نغم رائع ..يا أخي دائما هناك أغنيات جميلة عن الورد
والأزهار .
ام مهيدي : صحيح .. أغنيات الورد جميلة ..ولكن افضل ونحن في هذه الصحراء أن نغني الأغنيات الوطنية الحماسية .. الموت نفسه سيشعر بالخجل وهو يأخذ أرواحنا ونحن نغني أغنيات وطنية .. اسمعوا هذه ..( تنشد ) الله اكبر ... الله اكبر
الله اكبر فوق كيد المعتدي
الله .. هذه الأغنية كنا نغنيها للبلاد عندما كنا نعرف ماذا تعنيه كلمة بلاد .. بل اسمعوا هذه ( تنشد )
بلادي بلادي بلادي
لك حبي وفؤادي
( تقف وتتقدم لمقدمة المسر منهكة وتتحدث كأنها تتذكر )
يا سلام .. أناشيد كان رجالنا يتسلحون بها وهم ذاهبون لقتال المستعمرين ..لم يكونوا يملكون سوى هذه
الأناشيد والعصي( لعدنان) هل تعرف يا أستاذ .. عندما كانوا يكلفون بقتال المستعمرين كنا نفرح
..نرقص من الفرح .. نرقص الدبكة والسامري والتحطيب ورقصة السيف والترس ..كنا نغني العتابا
والميجانا والسويحلي والقدود والموشحات والنايل ، ثم ننشد ونحن نودعهم ..( تنشد )
بلاد العرب اوطاني
من الشام لبغدان
ومن نجد الى يمن
الى مصر فتطوان
سليم ( يتقدم من ام مهيدي ): الله يا ام مهيدي .. أبى حكالي الذي تقولينه .. نعم كان الرجال عندما يذهبون
لقتال المستعمرين تنشد النسوة لهن ( ينشدان معا )
فلا حدّ يباعدنا
ولا دين يفرقنا
لسان الضاد يجمعنا
بغسان وعدنان
ام مهيدي : وعندما كانوا يعودون ومعهم شهيد كان محرّما علينا نحن النساء أن نبكي .. بل كان يجب علينا أن
نهنهن له .. نزغرد له لأنه مات شهيدا ( تهنهن ) الله يهنيك يا شهيد .. فرحتك فرحة الطفل بالعيد
وقالوا الشهيد فدانا بدمّه قلنا كل يوم شهيد للوطن بنزيد( تزغرد )
عدنان : كفاكم هذرا .. هذه الأغنيات الوطنية هي سبب نكباتنا .. قال بلادي من الشام لبغدان ومن نجد الى يمن ..(باستهزاء) وماذا .. كانوا يهتفون وهم يذهبون للحرب باريس مربط خيلنا
ام مهيدي : صدقت يا أستاذ .. تلك الأغنيات الآن صارت عندكم مسبّة ...غسان ؟ ( تضحك) عدنان ؟ (
تضحك) عندما ولد لي أول حفيد قلت لهم سمّوه غسان على اسم جدنا الكبير .. استهزأ بي ابني وقال : ايّ
اسم هذا يا أمي ..
سليم : لاتقولي لي انه سمّاه عدنان على اسم هذا الأستاذ
ام مهيدي: يا ريته فعل ..سمّاه روبي.
عدنان : روبي؟ هذا اسم مطربة .
ام مهيدي : اعرف ..لكن ابني من شدة إعجابه بروبي سمّى ابنه روبي مع انه ذكر ( تضحك ) روبي ابن
مهيدي الجاسم العلاّوي ..هكذا هو اسم حفيدي الأول .. أما حفيدي الثاني فقد سمّوه .. يا خجلي مما
سموه.
سليم : قولي .. لا تخجلي .. سنموت بجميع الأحوال قريبا ولن نخبر أحدا
ام مهيدي : سمّوه باسكال .. باسكال ابن مهيدي الجاسم العلاوي..
عدنان : لعنة الله عليهم وعلى هكذا أسماء
ام مهيدي: لا اسمح لك بتوجيه اللعنة على أحفادي حتى لوكانت أسماؤهم روبي وباسكال.
عدنان : مالي ومال أحفادك .. أنا اعني أحفادي .. تصوروا عندما جاء ابني طفلة سمّاها مايكل جاكسون ..
نعم مايكل جاكسون ..قلت له يا طويل العمر هذا اسم ذكر وطفلتك أنثى ..لكنه ركب رأسه وسمّاها مايكل
جاكسون .. قلنا لابأس .. ننتظر الحفيد الثاني .. وفعلا جاء المولود ذكرا .. حمدنا الله وقلنا انّه لابد أن
يسميه اسما لائقا
سليم : أكيد أنكم سميّتموه اسما لائقا .
عدنان : نعم .. بالتأكيد ..سمّوه فاندام .. هل منكم من يعرف من هو فاندام ؟
سليم : دعنا من الأسماء يارجل ( يتحسس جسمه) اشعر أن الموت قد استولى حتى الآن على نصف جسدي (
باستهزاء) هذا من حسن حظي، فالذي سموت أولا سيكون محظوظا لأن الاثنين الآخرين سيقومان بدفنه
، أليس كذلك ؟
ام مهيدي : حتما ، فاكرام الميت دفنه
عدنان : كلام سخيف ، يجب الاّنموت هنا ، يجب أن ننتظر فرج .
سليم : الله يرحم روحك وارواحنا سلفا ، قال فرج قال ؟ !تعال وتمدد الى جانبنا ومت ميتة هادئة .
عدنان : أنا مسؤول ويجب الاّ أموت هكذا .
سليم : الميتة واحدة ، اذا متّ هنا أو متّ في بيتك فلن تجد في احسن الأحوال الاّ من يدفنك .. هل تريد أن عيد
عليك حكاية جحا عندما كان مسؤولا و مات حماره وكيف خرج الناس في جنازة الحمار ( يضحك )
ولكن عندما مات جحا ..عدنان ( بهستيريا ) : قلت لكم أن فرج سيأتي .. هذا يعني انه سيأتي .
ام مهيدي: اسمع يارجل، منذ بداية المسرحية وأنا أتحملك واتزلف آلتيك على أمل أن مؤلف المسرحية سيجعل
فرج يظهر ويعود ، ولكن يبدو أن المسرحية تكاد تنتهي دونما أمل بظهور فرج ، لذلك إن لم تبعنا
سكوتك سأقوم أمام الجمهور واخالف نصّ المسرحية واقطع جسدك بأسناني مع انه لا يوجد في فمي
أسنان .
عدنان : هذا تهديد سوف تندمين عليه عندما يأتي فرج
( تهم ام مهيدي بالوقوف وهي تمسك بالعصا )
ام مهيدي : لاحول ولا قوة إلا بالله ، انه يصرّ على أن يكون موته على يدي
سليم : دعيه يا خالة .. الميت لا يقتل.
عدنان ( بهلع) : قلت لكم أنني لن أموت ، سيأتي فرج لإنقاذي ، أنا ذاهب لانتظره على الطريق
( يخرج عدنان )
ام مهيدي : صدقت .. يبدو انه فقد آخر ذرة من عقله ( تتلمس أطرافها ) أظن أن جزءا كبيرا من جسدي قد
أخذه الموت .
سليم : مبروك ، هذا يعني انك ستموتين قبلي وستحظين بالدفن ، ماذا أقول يا خالة ، انتم .. اعني النسوة الماجدات اللواتي ربيتمونا علمتمونا أن النخو لا ينسى ثأره ولو بعد ارعين سنة
ام مهيدي: صدقت .. الثأر ثأر.
سليم : واستغرب كيف لم تأخذي ثأرك من هذا الأستاذ
ام مهيدي : ثأري ؟ ثأري على ماذا ؟
سليم : على قتل زوجك ، ألم تقولي انهم أخذوه وسقوه براميل القهوة وعندما أعادوه مات من التعذيب والقهر ؟
ام مهيدي: أي بالله .. قلت ذلك.
سليم : اخذوا أرضه الزراعية وبنوا فوقها كباريه ، ناقشوه وهم سقوه القهوة .. المسكين .. انه ينتظر الآن من
يأخذ له بثأره منهم ، وثاره بين يديك يا خالة .
ام مهيدي : ماذا تعني ؟ أتعني أن..
سليم : تقتليه ..دعي زوجك يستقبلك وهو سعيد لأنك أخذت له بثأره ( يشير للعكازة) الأستاذ الآن نصف ميت
، ضربة واحدة بالعصا على رأسه من الخلف ويموت .. ضربة واحدة لا اكثر .
ام مهيدي : أعوذ بالله منك .. أنا اقتله؟
سليم :نعم يا خالة .. اقتليه ..وإذا متنا تكونين قد أخذت بثأر زوجك ، وإذا عشنا سنأخذ الحقيبة التي يحملها ونتقاسمها
ام مهيدي : لكنه قال أن الحقيبة التي يحملها ملك للوطن
سليم : بل هي ملكنا..ما فيها سيكون تعويضا عن ارض زوجك ..وسيكون تعويضا لي عن باقة الورد التي
أكلوها .. عن أحلامي ..اقتليه يا خالة .. اقتليه .
( يدخل عدنان منهكا)
سليم :هه؟ هل جاء فرج ؟
عدنان : سيأتي ..لابد انه سيأتي .
ام مهيدي : هل تعتقدان أنكما اذا أردتما الآن رقص الدبكة ستجدان في جسديكما بعض القوة الباقية لترقصا
..حركة ..حركتان .. لايهم ..المهم أن نموت ونحن نرقص الدبكة
سليم : لآ..صرت اعتقد فعلا انك تعتقدين أننا راقصات ..يا خالة .. من الأفضل أن نموت ونحن نبتهل لله أن
يرحم أرواحنا ..
عدنان :نعم ..الأفضل أن نبتهل لله ..لاشيء يبقى في هذه الدنيا الفانية إلا العمل الصالح ، لا شيء ينفع الإنسان
إلا الدعاء والتوسل لله سبحانه ، انه غفور رحيم .
( يخرج عدنان من جيبه مسبحة كبيرة ويبدأ بالعدّ عليها )

يا رحيم .. يا غفار .. اللهم ارحمنا .. اللهم نجنا .. اللهم اجعل فرج يأتي ..
ام مهيدي( تبتسم ) : جاءك الموت يا تارك الصلاة .
( يبدأ سليم بدندنة لحن فاصل اسق العطاش – إظلام تدريجي- إنارة تدريجية حيث نجد فرقة مولوية تؤدي
وصلة رقص مولوي على أنغام موشح اسق العطاش –إظلام تدريجي – إنارة تدريجية حيث
نجد المشهد كما كان سابقا في الصحراء)
عدنان (يدعو ) : اللهم اجعل فرج يأتي واسقنا الغيث يا الله
ام مهيدي ( تدعو ): اللهم لاتمتنا إلا ونحن قد شربنا من خير عطائك .. يا رب.
( صوت رعد وحركة أنوار توحي بحدوث برق )
ام مهيدي ( تتطلع للأعلى) : إنها تمطر ..فعلا إنها تمطر تتطلع للجهة اليسرى من المسرح) تمطر .. ولكن
ليس هنا .. إن المطر حسب خبرتي الفلاحية بدأ يهطل في مكان آخر .. في المكان الذي ذهب اليه
فرج .
عدنان : وهنا ؟ لماذا لايهطل المطر هنا ؟ نحن بحاجة للمطر كي نعيش .
سليم : لم يعد الأمر يحتاج للانتظار .. اسمعوا ، لكي نعيش يجب أن نذهب إلى حيث بدا المطر يهطل ..
بالتأكيد سنجد هناك حفرة تجمعت فيها الأمطار وسنشرب منها
عدنان : ماذا تقولون ؟ المكان بعيد جدا .. سنموت قبل أن نصل ، يجب أن ننتظر حتى يهطل المطر علينا .
ام مهيدي : حسب خبرتي كفلاحة المطر لن يهطل هنا ، سيستمر بالهطول هناك .
عدنان : إذن يجب أن ننتظر وصول فرج .. فرج سيأتي بالمطر .
سليم : انتظره ..من يمنعك ، أما أنا فسأغادر هذا المكان اللعين وامشي بما تبقى في جسدي من رمق إلى حيث
يهطل المطر ..إما أن اصل واشرب من مياه الأمطار أو أموت على الطريق .. المهمّ الاّ أموت هنا
ام مهيدي : وأنا معك .. خذني معك .
سليم : من الأفضل أن تنظري هنا يا ام مهيدي .
ام مهيدي : لماذا ؟ هل تعتقد انك ستحملني على ظهرك؟
سليم :لا ..ولكن لانك لم تأخذي بثار زوجك من هذا الأستاذ .. أنا لا أرافق امرأة نسيت ثار زوجها ، انظري
إليه .. انه نصف ميت .. ضربة واحدة من عكازك وينتهي الأمر .. إنها فرصتك الوحيدة للثار منه
عدنان : انتظروا .. آمركم أن تبقوا معي وتنتظروا فرج
سليم ( بحسرة) : هل تعرف من العن الآن ؟العن مؤلف هذا النصّ لانه لم يكتب أنني يجب أن أضربك في هذه اللحظة ، كنت سأخالف النص وتعليمات المخرج واقتلك فعلا ( وهو يتطلع بأم مهيدي بنظرات تحريض) ولكن حتى لو ورد ذلك في النص فلن أقتلك لانه لا يوجد لي ثار معك
عدنان : صدقوني ..لن تصلوا إلى المكان الذي وصل إليه فرج .
ام مهيدي (بغضب): أما آن تصمت يا ابن الكلب .. لك أما يكفي انك قتلت زوجي
( تضربه بالعكازة على رأسه فيقع وهو يصرخ)
عدنان : ماذا فعلت يا ام مهيدي؟
ام مهيدي : أخذت بثأر زوجي يا قاتل زوجي .. خذ..
( تستمر بضربه – يسرع سليم وينتزع الحقيبة من عدنان )
سليم : حياك الله يا خالة .. استمري بضربه ..
( تجلس ام مهيدي منهكة )
ام مهيدي ( وهي تلهث) : لعنة الله عليه .. قتلته .. استنزف ما تبقى من قواي .. ساعدني يا ولدي لأنهض.
سليم : نعم .. استندي على يدي .
(تحاول النهوض فيضربها على رأسها فتقع منهارة )
ام مهيدي : لماذا.. لماذا يا ولدي...؟
سليم : اعذريني يا خالة .. لكن يجب أن تموتي أنت أيضا ..هذه الحقيبة وما تحتويه يجب أن تكون لي .. لي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
قصة رجل حر
عضو فضي
عضو فضي
قصة رجل حر


ذكر
عدد الرسائل : 1959
العمر : 38
عدد نقاط نشاطك في المنتدي : 96460
تاريخ التسجيل : 20/04/2007

في انتظار فرج Empty
مُساهمةموضوع: رد: في انتظار فرج   في انتظار فرج Emptyالجمعة 23 مايو - 20:25

وحدي .. لا أريد أن يشاركني بها أحد .. ألم تموتي بعد( يهزها فيجد أنها قد فارقت الحياة ) ماتت.. ( يتفحص الحقيبة بفرح) الحقيبة لي الآن .. لي وحدي ( بلهجة حلم) سأشتري أسطول سيارات أجرة واجعل
كل السائقين العاطلين عن العمل يعملون عليها ..سابني عمارات .. سأتزوج أربع نساء ..( يضحك
بهستيريا ) سأعوض كل سنين القهر التي عشتها سائقا عند هذا الأستاذ اللعين ,,سأعيش ..سأعيش مثل
بقية البشر ( يجلس على ركبتيه منهارا ) يجب ألا أموت الآن ( يفتح الحقيبة بإعياء ) أين أنت أيتها
الدولارات والجنيهات واالليرات الذهبية .. أين أنت أيتها الثروة ( يخرج من الحقيبة أوراقا) ما هذا ؟ لا
يوجد بها إلا أوراق .. مستحيل .. الأستاذ قال لي أن بداخلها أشياء تخص الوطن ..( يقرأ ورقة ) تقرير
عن مراقبة المواطن فلان ابن فلان..( يقرأ ورقة ثاني) كشف حساب الأستاذ عدنان في مصرف تيتيكيوم
بسويسرا !!( يقف مجهدا ويبعثر الأوراق وهو يصرخ بهستيريا ) هذا هو الوطن يا ام مهيدي .. قتلتك
لاحصل على أموال الوطن ..انظري .. الوطن صار تقارير مراقبة وكشوف حسابات الأساتذة في
المصارف الأجنبية .. هذا هو الوطن ( يعود للجلوس على ركبتيه منهارا وهو يبكي) تعال أيها الموت ..
تعال أرجوك وخذني .. هم قتلوا الوطن ونحن قتلنا بعضنا .. تعال .. أتوسل إليك أسرع وخذني أيها
الموت .. تعال ..
( يدخل رجل بلباس عربي وهو يحمل جرّة وكيسا )
سليم : من ؟ فرج؟
فرج ( بذهول ) : نعم ..فرج .. ولكن ماذا حصل ..الأستاذ وأم مهيدي ميتان .. أتراني تأخرت عليكم ..
عدنان : تأخرت ام لم تتأخر .. لماذا عدت .. في كل المسرحيات المشابهة لاتعود .
فرج: لكني منكم .. كيف لا أعود!! ..اذا لم أعود فلا معنى لوجودي .
سليم ( وهو يشير لجثتي ام مهيدي وعدنان باكيا ) : ليتك لم تعد .انظر .. لافائدة الآن ..
فرج : يا الهي .. الدماء تنزف منها .. لقد قتلا ، من قتلهما ؟ ( ينهار سليم على الأرض- يسرع إليه فرج ويجسّ نبضه ) أنت أيضا متّ!! قم .. لا تمت .. لقد عدت لاخذكم إلى حيث تهطل الأمطار .. قم يا سليم .. لا تمت .. قم .. بماذا سأجيب الناس عندما يسألوني كيف متّم ؟ قم ..
( إظلام تدريجي – تنار بقعة ضوء حيث نرى فرج يبكي – صوت ام مهيدي وهي تنشد)
صوت ام مهيدي : بلاد العرب اوطاني من الشام لبغدان
صوت سليم : ياورد مين يشتريك وللحبيب يهديك
( صوت رعد وبرق يطغى على المسرح )
صوت ام مهيدي وسليم يغنيان معا : موطني موطني البهاء والجمال في رباك في رباك
هل اراك هل اراك سالما منعما وغانما مكرما
( صوت رعد وبرق من جديد مع موسيقى رقصة دبكة )

انتهى

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ahOod
عضو نشط جداً
عضو نشط جداً
ahOod


انثى
عدد الرسائل : 3831
العمر : 31
عدد نقاط نشاطك في المنتدي : 95918
تاريخ التسجيل : 23/05/2007

في انتظار فرج Empty
مُساهمةموضوع: رد: في انتظار فرج   في انتظار فرج Emptyالجمعة 23 مايو - 21:13

فرج مين؟

ثانكس يا شلقم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
قصة رجل حر
عضو فضي
عضو فضي
قصة رجل حر


ذكر
عدد الرسائل : 1959
العمر : 38
عدد نقاط نشاطك في المنتدي : 96460
تاريخ التسجيل : 20/04/2007

في انتظار فرج Empty
مُساهمةموضوع: رد: في انتظار فرج   في انتظار فرج Emptyالجمعة 23 مايو - 22:28

اقولك مين فرج
تعالى و هاتى ودنيك
ماتخفيش مش اعضك
.........
دا عفريت عندنا
هشششششششش
ماتقولبش لحد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
في انتظار فرج
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدي شباب المسرح :: اقسام الفديو :: منتدي المسرحيات-
انتقل الى: