فماذا فعلنا نحن !!
كنت أقرأ و أستعرض التاريخ الياباني .. هذا الشعب الذي يستحق كل احترام وتقدير
لأنه بنى نفسه من حطام إلى أكبر قوة اقتصادية في العالم
ولم يحتاج الشعب الياباني لأكثر من 40 عاماً فقط أو حتى أقل لتحقيق ذلك
في العام 1950م ( قبل 58 عاماً ) دُمّرت اليابان تماماً خلال الحرب العالمية الثانية
حتى تساوت المنازل بالأرض وخسرت أكبر عدد من شبابها ونسائها وهي الخسارة التي قال عنها المؤرخون
أنها أعلى نسبة خسارة بشرية حققتها أي أمة خلال 200 عاماً مضت
بعد الحرب دعت الحكومة إلى اجتماع استدعت فيه القادة الحكوميين والصناعيين والتربويين
ليضعوا خطة يمكنهم بها توحيد المجتمع وتحقيق هدف يعيد الكرامة الوطنية والازدهار الاقتصادي لليابان
قرر القادة أن يكون هدفهم للمرحلة القادمة وكان ذلك في الخمسينيات
أن يصبحوا الأمة الأولى في العالم في إنتاج النسيج ( القماش )
كان ذلك هدفاً مستحيلاً وصعباً لأن اليابان لا تملك الموارد الطبيعية
فلا فحم ولا نفط ولا حديد خام فكان عليهم استيراد المواد الطبيعية والخام مسافة آلاف الأميال إلى أرضهم
وبناء معامل الفولاذ المتطورة ثم تصنيعه من الدرجة الأولى
وإعادة شحنه مسافة آلاف الأميال ثم بيعه يسعر تنافسي
حلم مستحيل لكنهم لم ينظروا إلى مالا يملكونه
بل نظروا إلى ما لديهم من إرادة العمل .. فبلغوا الهدف
سنة 1960 م عقدت اليابان اجتماعا آخر فقرر قادتها أن يكون هدفهم للمرحلة القادمة
أن يكونوا الأمة الأولى في العالم في إنتاج الفولاذ
سنة 1970 عقدت اليابان اجتماعها الثالث وحدد قادتها أن يكون هدفهم القادم
أن تكون اليابان الأمة الأولى في العالم في إنتاج السيارات
لم يثنِ اليابانيين شيء وأنشأوا المصانع ونافسوا أقوى شركات العالم وأضخمها .. حتى بلغوا الهدف
سنة 1980 كان الاجتماع الرابع لقادة اليابان وتم الاتفاق في هذا الاجتماع على أن يكون الهدف للمرحلة القادمة
هو أن تكون اليابان الأمة الأولى في العالم في إنتاج الالكترونيات والكمبيوتر
وكما حقق اليابانيون أهدافهم من قبل فقد بلغوا هدفهم هذا
وأصبح اسم اليابان والتكنولوجيا اسمان لا يفترقان أبداً
هذه سيرة اليابان واليابانيين بعد دمار وأرواح مفقودة ونفوس محطمة وناس مشردة وموارد نابضة
وهذه اليابان العظيمة اليوم بفضل سحر الأهداف ورؤية الجميع الواضحة وحب الوطن والإخلاص له
انه حقاً لوطن يستحق الوجود وشعب يستحق الحياة
فهل فعلنا نحن لنستحق الوجود .. والوطن ؟!
موضوع اعجبني لواقعيته فاحببت ان اطرحه لكم