منذ 27 عاما يعيش أقدم نزيل في سجن الدمام منتظراً مصيراً حائراً بين الموت قصاصاً، أو الخروج من سجنه حياً، أو البقاء فيه إلى نهاية عمره. والمفارقة الدرامية أن من سيحدد هذا المصير فتاة معاقة ذهنيا ينتظر استشارتها بعد أن يتحسن وضعها العقلي، لتقرر إما العفو عن السجين بعد أن قتل والدها أو الانضمام إلى رأي شقيقتها وبقية أفراد العائلة الذين يطالبون بتنفيذ حكم القصاص.
لحظة ارتكاب الجريمة كان عبدالله في الثامنة عشرة من عمره حين اختلف مع مواطن آخر في النعيرية وانتهى الخلاف بقتله رميا بالرصاص. وأخذت القضية مسارها القضائي وصولاً إلى صدور حكم بالقصاص، لكن التنفيذ توقف لحين بلوغ طفلتي القتيل سن الرشد. وزاد من تعقيد المشكلة أن الطفلة الأولى طالبت بالقصاص، أما الأخرى فمعاقة ذهنياً وهو ما يعني أنها غير مؤهلة شرعاً لاتخاذ القرار، طبقا لما ذكره تقرير لصحيفة "الوطن" السعودية الاثنين 17-3-2008.
القضية التي طالت كثيراً وشهدت العشرات من محاولات الوساطة بين الطرفين في سبيل استصدار عفو يُنهيها، ووصلت الوساطات إلى شفاعات قبلية وأخرى رسمية، إلا أن جميعها باءت بالفشل.
ويمر السجين (ع، ح، ع) حالياً بحالة نفسية معقدة، فرضت على رجال أمن السجن أن يعاملوه بمستوى معين من الاحترام مراعاة لوضعه، والمدة الزمنية الطويلة التي قضاها ووصل الأمر إلى حدّ أن زاره مدير إدارة السجون اللواء علي الحارثي في عنبره ليرفع روحه المعنوية، خاصة بعد تثاقل كثير من أقاربه في زيارته.
وقال مدير الشؤون الدينية في سجون المنطقة الشرقية مدير سجن الدمام سابقاً العقيد عبدالرحمن الرويسان" إن النزيل (ع، ح، ع) يعتبر أقدم سجين في إصلاحية الدمام وقد بدأت علامات الشيخوخة تظهر عليه"
وأشار إلى أن النزيل يتردد على مستشفى الدمام المركزي منذ سنوات لمتابعة وضعه النفسي المتدهور.