منتدي شباب المسرح
عزيزي الزائر انت غير مسجل لدينا.سجل حتي تتمكن من مشاهدة كل الأقسام ..اقسام الأفلام والأغاني و الموسيقى وكل المواضيع(التسجيل يأخذاقل من 30 ثانية)
منتدي شباب المسرح
عزيزي الزائر انت غير مسجل لدينا.سجل حتي تتمكن من مشاهدة كل الأقسام ..اقسام الأفلام والأغاني و الموسيقى وكل المواضيع(التسجيل يأخذاقل من 30 ثانية)
منتدي شباب المسرح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدي شباب المسرح


 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 وجه للصباح

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
قصة رجل حر
عضو فضي
عضو فضي
قصة رجل حر


ذكر
عدد الرسائل : 1959
العمر : 37
عدد نقاط نشاطك في المنتدي : 93655
تاريخ التسجيل : 20/04/2007

وجه للصباح Empty
مُساهمةموضوع: وجه للصباح   وجه للصباح Emptyالجمعة 23 مايو - 20:26

وجه للصباح
مسرحية في فصل واحد
جمال كامل فرحان



الخيال هو في تهيئة الواقع ليصبح فنا.
ماركيز
الشخصيات
الشخصية صباح. الأم. زينب: في العشرين من العمر. ملاحظة: لضرورات فنية جرى التلاعب بالضمائر داخل النص.


حوش تتوزع فيه أثاث بسيطة، أريكة بنيَّة، خزانة واطئة بدرفتين، مرآة معلقة قريبة من سلالم الدرج، صندوق خشبي يطفح بأغراض قديمة مهملة، وساعة كبيرة برقاص. يُرى مصباح وحيد يفرش صفرته على الشخصية (صباح) الجالسة فوق الأريكة بثيابها السود وشعرها الطويل المشعث. يسمع بين مدة وأخرى صوت الرعد وهو يزمجر في الخارج. فيما البرق والريح يقتحمان ويكشفان جثمان الأم المغطاة بشرشف ابيض وتنتصف الحوش. يُسمع صوت خافت ومخنوق:
صباح: أي عزاء هو لي يا أمي، فالمصائر تقبل .. اجل أنها تدنو .. ملوحة بغد اجهل شكله. فمن يا ترى يستطيع كبح جماحها يا ترى.
( تقوم وتمشي بخطوات ثقيلة ).
منذ قليل ودعتُ أخر النسوة المعزيات يا أمي. ذهبْنَ ناشدات الله الصبر والسلوان لي.
(تقف وتنظر حولها)
وها هو الباب أوُصِدَ عليّ مجددا، وخلا البيت .. وما من احد سواي ولا من أحد لي.
(تدنو أكثر من جسد الأم).
أي بلوى حطت على راسي وأي مصيبة .. لا اقدر يا أمي على استيعاب الأمر. اجل لا استطيع أن اصدق ما أراه أمامي .. اهو اليوم قد جاء أخيرا .. اهو اليوم الذي لا مفر منه أبدا .. لكم كنت احبس خوفي من هذه الساعة، لكم ارتعبت منها يا أمي .. لكم خفتُ منها.
( يسمع صوت الرعد، ودرفة نافذة تضرب الحائط).
آه، لمن تركْتِني يا أمي، ولمن تكون شكواي من بعدك يا غالية. الكل ودعني وذهب .. بكوا قليلا، ناحوا، كفكفوا من دمعي ثم ذهبوا .. وألان يجلسون جنب ونيس أو حبيب. الآي يا أمي .. الآي.
( صمت قصير).
الخالة(أم سالم) تعرفينها، توسلت هي وسعاد جارتنا والعزيزة زينب بان يبيتن معي الليلة، مخففات – كما يقولن - وجع ومرارة فقدانك. أتعرفين يا أمي، كنت صلبة وعنيدة كثور. نعم، لم ارضخ لتوسلاتهنَ الملحاحة، صرختُ ولطمت على الرأس، رافضة وممانعة. اجل يا أمي، فلا مكان لهن اليوم بيننا، لا مكان . هي ليلتي فقط، ليلة لا اقبل أن يشاطرني فيها سواك. فلا مساومة أبدا على هذه الليلة، هي ليلتي أنا فقط، ليلتنا الأخيرة أنا وإياك.
( تجلس قرب رأس الأم، تمسده وتقبله ).
صحيح ما قلتِ لي ذات يوم: لا شيء يا صغيري( صباح) يبقى على حاله، لا شيء يدوم أكثر من زمنه. هي سِنّةُ الحياة، حكمتها التي تسيّرنا .. فلا شيء يدوم أكثر من وقته، لا شيء، لا شيء.
(تتلفت حولها).
مالي وجدران البيت اكرهها وأخشاها اليوم يا أمي. صماء صُلْبة لا ترحم. أراها تنظر ألَّي بشراهة، تطوقني، تحيطني بعتمتها، وأتخيلها تدرك خوفي وهواجسي. آه، فما أحوجني أليكِ اليوم .
( تدق الساعة، تنصت لها ثم تسير بخطأ ثقيلة نحو النافذة ).
أحقا هي ليلتنا الأخيرة، لا أكاد اصدق. ليلة تجمعنا بساعاتها الشحيحة وتظللنا بوحشة الوداع. لا، لا اقدر أنْ اصدَّق يا أمي. تلك الابتسامة، وتلك الضحكة العذبة .. أكلُّها اختفتْ وتلاشتْ، ولا من عودة لها.
(يسمع صوت الرعد).
أتسمعين .. مطر يا أمي مطر. يومان والسماء على هذه الحال، مطر غزير لا يكف، وبرق ورعد يصم الأذان، ستغرق المدينة أذا استمر. أتدرين حاول أبو زينب هو وعباس جارنا سائق( البيكب) إيجاد طرقا سالكه أو حتى منفذ في احد الأزقة الضيقة لحمل جسدك إلى المقبرة، لكن دون جدوى .. سُدت كل الطرق والشوارع، غرقت وفاضت .. فقرروا إبقاءك إلى أن يكف المطر وتصحو السماء.
( تكشر بابتسامة متصنعة)
الخالة (أم فاطمة) كانت تواسيني وتهون عليّ بقولها: يا عيني على أمكِ يا صباح، فقيرة وطيبة القلب حتى السماء ودعتها بمطر الثرية.
( وهي تقترب من الأم).
آه، يا طيبة القلب ما هي ألا ساعات قليلة وتنقضي .. ساعات وتعلن بزوغ الفجر.. بعدها تودعيني وترحلين إلى الأبد .. تذهبين إلى مثواكِ سعيدة وفرحة بانتصارك .. متفاخرة بما صنعتِ وبما دبرتِ من حيلة ماهرة على هذا الزمن الحقير.
( بنبره منفعلة قليلا).
أما كنت تقولين ذلك، تشتمين الزمن اللعين وتلعنين أيامه الحقيرة والقاسية.. هذا الزمن الذي تركك تعانين الأمرَّين.
(تدنو من الأم ثم تزيح عن رأسها الشرشف).
ماذا تطلبين مني الآن، ماذا اصنع لكِ؟ هل أقبَّلك؟ أأرقصُ طربا، آم أزغرد منتشية وبأعلى ما في حنجرتي من صوت على براعة خدعتك. قولي يا أمي ماذا تطلبين من ابنتك .. لا تستحي .. هيا قولي، أني لا اقدر على مجازاتك وعلى تضحيتك الكبيرة .. هيا.. هيا.
( تقف وتتلفت بغضب).
سحقا، سحقا عليكِ وعلى حيلتك يا أمي، واللعنة على زمنك وأيامك، يا أقبح وأشنع أم. اخبريني يا داهية في الخداع كيف ألقى شروق الغد؟ بأي وجه أقابله؟ وبأي لسانا أخاطبه؟ آووه أكاد اختنق واجن.
(صمت).
عشرون عاما وهذا الباب موصدُ بوجهي. عشرون وانأ اسمع منكِ ما يدور ويحصل في الخارج. أخبار تنقلينها إلي عن السوق وسلعه التي أصبحت نارا، وعن غش الباعة وخداعهم .. وعن عراك الجيران المستمر لأتفه الأسباب، وتقولين لي: الحسد في عيون الناس لا يرحم ولا من مأمن منهم .. فلا تخرجي ولا تفتحي شق باب أو درفة نافذة .. اجل يا ابن الغالي وقطعة من كبدي ليس لي غيرك، فاسمعي وأطيعي أمك الغالية ولا تتذمري ...
(تلتفت ناحية الباب).
لا افتح شق باب .. عيون الناس حسودة لا ترحم .. وعشرون عاما من الوحدة .. وباب لا استطيع فتحة أو الخروج منه ... ما هي إلا عدة أمتار حقيرة تبعدني عنه .. تفصلني عن الشوارع والبيوت والمدينة.
(تقترب من الباب)
لم أفكر ولو لمرة أن افتح درفة هذا الباب واخرج .. كنت ارتعد وأنا أدنو منه .. ارتجفُ وأنا امسك مقبضه. آوه .. اللعنة، ما يكون وراء الباب غدا يا أمي؟
( تنتبه لصوت الرعد).
آه، كم أتمنى الخروج يا أمي ومعانقة المطر، كم اشتهي حسه الناعم وهو يسري على جسدي .. بلل يلصقني مع جسدي .. وريح باردة تحضنه برعشة أتمناها وأتحسر عليها.
( صمت قصير).
سأخبرك أمرا يا أمي، فلا تغضبي أو تحقدي عليّ أو يذهب عقلك بعيدا. كنت جالسة بين النسوة، صامته ساكنة كحجر. نعم، لم انبس بكلمة ولم ابكِ أو اصرخ أو أفتق ثوبا. هل تسمعين جيدا، أعيدها وأكررها ألف مرة، لم اذرف الدمع من أجلك. نعم، كانت تصلني كلمات النسوة وهن يتهامسْنَ فيما بينهن، لاعنات وقاحتي وصلافتي بعد أن يتحسرْنَ متأسفات خسارة التربية على هذه البنت الجاحدة.
(تتصنع بعض الحركات)
انظرْنَ إليها .. الوقحة لم نسمعها تبكي طوال اليوم .. ولم تلطم الخد أو حتى تقطع زر ثوب.. ساقطة حتى ولا ولولة صغيرة استحياء وخجلا منا.. يا لخسارة التربية وتعبها.
(ترتسم ابتسامة ساخرة فوق وجهها).
اجل لم أكن بنتكِ المرجوة يا أمي .. المسالمة والمحبة التي ستظل تبكي أيامها الباقيات حزنا وكمدا عليكِ.
(تصفق بيديها)
هاهاها .. ابكي واحزن على ماذا وماذا؟ على عشق جهنمي! أم على لعبة وحيلة أتقنتها! أم على صنيعة هذا الوجه والجسد!
(تمسك رأس الأم بعصبية واضحة)
افتحي عينيك اليوم ولا تخافي فما من احد غيرنا. اقتربي وتجرئي ولو لمرة أن تلمسي ثمرة عملكِ الدءوب. هيا هيا، عاينيه، قلبيه .. واجهي قبح هذا الوجه ثم قولي أن كنت تعرفين، ما حقيقة هذا الجسد؟
(بغضب هستيري).
ها، ماذا؟ أجيبي أني لا اسمع .. انطقيها .. الستُ أنا حيلتكِ المدللة والغالية على زمنكِ الذي أوجعكِ. لطالما سمعتها منك .. الحرب خدعة يا صغيري وخدعتي على الزمن هو أنت، حيلتي في دنياي .. آوه سحقا، سحقا .. والله حفظتها لكثرة ما سمعتها .. الحرب خدعة وحيلتي على الزمن هو أنا، الحرب حيلة، والخدعة هو أنا .. أنا.. أنا.. كفى، كفى لقد سئمت ترهاتكِ وأكاد افقد عقلي واجن.
(تمشي بتكاسل، تقترب من الحائط ثم تنتبه للمرآة المعلقة).
أترين هذا الذي يسكن في المرآة، لكم اكرهه وابغضه. دائما احمله معي أينما ذهبت، يلاصقني كظل قبيح .. يطارد أحلامي، يخنقها، ولا من مهرب منه... آه، ما أكون يا أمي، وما أنا عليه الآن؟
( تحمل المرآة وتتمعن فيها)
لو تفهمين قليلا أي حيرة أنا بها .. وأي حسرة تتلبس بجسد يجهل رغبته. جسد لا يفهم ما يشتهي ولا يعرف ما يريد!
( تصرخ بصوت شرس وأبح).
أمي لا عشيقة ولا حبيب، هل تفهمين؟ فلا من عاشق يطرق هذا القلب ولا من حبيبة تهيم بهذا الوجه والجسد.
( ترمي المرآة وتسقط متهشمة.. لحظات من الصمت ثم يظهر على صباح خجل وابتسامة تداريها بيدها)
ذلك اليوم هل تذكرينه؟ كنتُ محمرة الخد ومرتبكة ويكاد سرَّي الجميل أن ينفضح. كنتِ يا أمي تجلسين أمام درجات السطح.
(تهرول نحو درجات السطح)
تشاهدين فرحتي وأنا اقلب الأثواب الجديدة التي اشترتها العزيزة زينب. تنظرين مستغربة لسعادتي وأنا أقيس الأثواب ثم ارتديها .. والعزيزة زينب تتأملني فرحة ثم تختار أيهما أجمل على جسدي. أعاند زينب، أتذمر على ذوقها، نتصايح وينشب نوع من العراك الحميم .. وأنا اضحك في سري فكل الألوان تدهشني وترضيني..
( تسرع إلى الخزانة، تفتحها وتنثر الأثواب).
هذا الأصفر بسبعة صدره المطرزة ..وهذا الوردي وما أحلاه .. والتيترون البنفسجي وسحر نعومته .. والأحمر بكشكشة كميه.. والأخضر بلمعته والبرتقالي والأبيض وهذا وهذا... وأنتِ تنظرين وتتساءلين: لِمَ كل هذه الأثواب يا صباح ؟ لِمَ انتشائك؟ فيما أداري وجهي خجلا واهرب من الإجابة بابتسامة ورعشة..
(تقترب من النافذة تزيح الستارة قليلا ثم تلتفت للام).
هنا يا أمي ينكشف فرحي، وخلف هذه النافذة .. كنت لا أتزحزح ولا أملّ من الوقوف أو الانتظار. ساعات وساعات وأنا أتخيل قدومه، طلعته وما يرتدي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
قصة رجل حر
عضو فضي
عضو فضي
قصة رجل حر


ذكر
عدد الرسائل : 1959
العمر : 37
عدد نقاط نشاطك في المنتدي : 93655
تاريخ التسجيل : 20/04/2007

وجه للصباح Empty
مُساهمةموضوع: رد: وجه للصباح   وجه للصباح Emptyالجمعة 23 مايو - 20:26

ذكرى)
(المكان نفسه، الشخصية صباح أمام النافذة تختلس النظر ويبدو على ملامحها الارتباك. يُسمَعُ صوت راديو يبث نشرة الأخبار ... فيما يتهافت بين فترة وأخرى صياح الأم من المطبخ مع صوت الأواني والصحون والقدور).صباح: ( وهي تزيح قليلا ستارة النافذة) آه، يا مسكين تنتظر كالعادة. الأم: (تنادي من داخل المطبخ) صباح .. يا صباح. صباح: تقف مثل كل يوم، تحت عمود الإنارة، تنتظر وتنظر إلى نافذتي.
الأم: أين أنتِ يا صباح، تعالي وساعديني.
صباح: تأتي بحلتك المدرسية الحلوة وبشعرك المدهون والمفروق.
الأم: صباح اكنسي الحوش ورتبي الفراش.
صباح: أسابيع وأنا أراك تقف أمام واجهة البيت ولا تملّ من الوقوف.
الأم: أين أنتِ يا بنت.
صباح: (تبتسم ابتسامة خجلة) وجهك جميل كالقمر.
الأم: لماذا لا تجيبي؟
صباح: وتنظر بكل ما في عينيك البريئتين من هيام.
( تنتبه الآن لصوت المذيع، تتذمر ثم تقترب من الراديو وتغير الموجة).
الأم: صباح أين أنتِ .. أين ولَّتْ هذه البنت.
صباح: (بصوت خفيض منزعج) اللعنة، ماذا تريدين مني .. اتركيني لحالي.
( تسمع لحن عذب لأغنية فتغني بخفوت وهي تضحك).
( سلّمْ .. سلّمْ
بعيونك الحلوة
تدري سلام العين لقلب اليحب سلوه
سلَّمْ .. سلَّمْ )
الأم: أين أنتِ يا بنت ..
صباح: (مواصله الرقص والغناء ثم تسرع للنافذة) آه، لو علمت ما أكون؟
الأم: (صوت قدور تسقط على الأرض).
صباح: (تضحك ببراءة ثم ترتبك وتتلفت حولها ) آوه، يا الله فعلها وغمز لي بعينه ثم أطلق في الهواء قبله من فمه الجميل ..
الأم: لا فائدة من هذه البنت ..
صباح: يا ألهي ماذا افعل له.
( تغلق صباح النافذة، تدور متلفته، تذهب وتجيء في قلق).
صباح: ماذا افعل له .. كيف أتخلص منه .. سأصرخ في وجهه واطرده.
( تسرع إلى النافذة تشرعها بقوة).
الأم: يا بنت، لماذا تركضين؟
صباح: يا الله، انه يلوّح لي ولا يهتم للناس.
الأم: ماذا تفعلين عندك؟
صباح: (مترددة قليلا ثم تنظر حولها) لِمَ الخوف .. نعم لِمَ الخوف.
(صباح تلوح بيديها)
الأم: صباح أي لعنة أصابتكِ ..
صباح: (وهي تلوح) هو يا أمي، هو وليس سواه.
الأم: تعالي وساعديني قليلا.
صباح: (بصوت متوتر) ماذا تريدين، ماذا تريدين.
( تدور صباح حول نفسها.. يداها تمسكان وتعصران رأسها. فيما جثمان الأم يظهر بوضوح)
ها، ماذا .. قولي ماذا تريدين .. سحقا لكِ.
( تقترب من الأم ).
هيا انطقي .. ما هي طلباتك .. ماذا افعل .. ها، امسح الغبار أولا ثم أنظف المطبخ .. صار يا أمي.
( بحركات مسعورة تبحث ثم تلتقط خرقة قماش وتقوم بالمسح).
نعم يا أمي سأزيح الغبار .. سأجعلها تلمع .. ماذا .. لا اسمع جيدا .. ها، فهمت .. ارتق الثياب .. اجل حالا يا أمي.
( تذهب إلى أثوابها المبعثرة).
هذا، ما به .. ها، أزراره مقطوعة ومفتوق عند فتحة الصدر .. حاضر يا أمي سأرتق.
( تمزق الثوب قطعا صغيرة).
وماذا بعد .. اجل نسيت كنس الحوش.. صدقتي يا أمي انه وسخ وقذر مثلكِ.
(تقهقه بصوت عال وهي تكنس).
وماذا بعد .. هيا قولي .. خلصيني من طلباتك الوسخة.
(تدق الساعة فتنتبه لها صباح في فرح).
ماذا تريدين .. دعيني .. لا، لا دعيني وشاني .. انه موعد قدومه ألان.
(تهرول مسرعة إلى النافذة).
لم يأتي بعد .. سيحضر بالتأكيد .. لا يتخلف عن موعده مهما كان .. اللعنة على المطر، انه لا ينقطع .. لكنْ سيأتي، ويقف جنب عمود الإنارة ثم يبتسم بخجل.
(تلتفت إلى الأم)
في ذلك اليوم يا أمي، وفي المساء حين جاءت العزيزة زينب لم اخبرها بالأمر. كتمت عنها سرّي الجميل. لكنْ سألتها ما هو الحب؟ وكيف يكون؟ فابتسمت وقبلّتني .. ولم تسال العزيزة لِمَ كل هذه السعادة، ولِمَ كل هذه الأثواب، لكنها كانت فرحة من اجلي.
(تدنو من الأم كما لو كانت تنصتُ لها).
ماذا؟ ما بكِ مستغربه؟ ولِمَ تنظرين إليّ هكذا؟ اجل اعرف انه فتى .. ها، عيب وجنون ما أقوم به؟ ما هو العيب برأيك .. هيا اسمعيني شيئا من نصائحك الخبيثة.
(تشوح بيديها ثم تبتعد قليلا عن الأم).
آوه، لماذا اخجل؟ أليس من حق ابنتك صباح أن تحب وتهيم بفتى.
(تجاورها ويبدو على ملامحها الانفعال).
لا تقولي أني اعرف السبب .. أو أني افهم ما تقصدينه بكلامك .. اللعنة، اللعنة، أين ولّتْ نصائحك لي .. هل تبخرتْ الآن وأصبحت عيبا استحي منه واخجل .. ماذا؟ كرري ما قلتِ .. ها، ماذا؟ هنا فقط تريدين أن تقولي باني رجل! فتى يحمل كل عنفوان الرجولة، أليس كذلك .. سحقا لكِ، عن أي رجولة تتكلمين عنها .. لقد نسيتها .. تركتها ورائي .. ولا اعرفها .. أنتِ تشيرين إلى شيء لا اعرفه، ولم أحسه يوما .. أأذكرك يا أمي .. أم انكِ تتناسيين؟ ها، لماذا سكتِ؟ هل نسيتِ فعلا .. لا، لا انكِ تعرفين ما اقصد.
( تهرول نحو درجات السطح وتختفي لحظات ثم تعود وفي يدها عصا غليظة).
وألان، ألا زلتِ لا تذكرين وقع هذه العصا على جسدي الصغير.
( تلوح بها ثم تضرب الهواء).
تعالي يا ملعونة يا صباح .. الم اقل لكِ ألف مرة لا تقتربي من الباب ولا تزيحي ستاره النافذة.
( تضرب الأرض بعنف).
ساقطة، ماذا تريدين أن تشاهدي؟ ها، أيتها الوقحة، تريدين الخروج وتلعبين مع الصبية.
(تضرب الهواء والأرض بشراسة).
ألا تستحين ولا تعرفين الخجل .. انتِ بنت ألا تفهمين .. انتِ بنت ومكانك هو البيت فقط.
( تضرب وتضرب ثم تسقط منهكة، لحظات من الصمت ويُسمع بعدها صوت الرعد).
في أول الأمر يا أمي، كانت تسلية .. لعبة غريبة اسلي نفسي بها، واضحك من حض هذا الفتى المسكين. آه، لو عرف ما أكون؟ لو عرف حقيقتي؟
(تمشي إلى النافذة).
لكن مع الأيام أعُجبت بصبره .. وشيئا فشيئا تعودت عليه يا أمي .. هل تسمعين، رحتُ احسب الساعات لكي أراه .. اجل، لكي اعرف ما يرتدي من اجلي اليوم. كنت أريد أن أحس بالحب .. كنت أريد أن اشعر به ولو للحظة. فهل تفهمين .. فهل تفهمين.
(يسمع صوت الرعد وانهمار المطر).
في يوم قذف لي بعد تردد طويل بَقصَاصَة ورق صغيرة .. سقطتْ قرب قدمي .. ضحكتُ في البداية .. لكن لا اعرف لِمَ ارتجف قلبي وجسدي تصلب .. فلم اقدر أن التقطها .. أهملتها، تحاشيتها وتركتها على الأرض .. شغلتُ نفسي بأشياء عديدة علّيّ أنساها. ذهبتُ إلى المطبخ مسرعة، غسلت صحنا يا أمي وكسرت صحنا .. وقدر المرق مع اللحم احترق وشاط كقلبي. فجلست على الأريكة انظر إليها، اتاملها وأنا أفور لهفة يا أمي. فلم استطع أخيرا المقاومة. التقطتها يا أمي وقرأتها ...
(تبتسم في خجل).
كانت تتضوع عطرا خفيفا. نعم يا أمي حضنتها أولا وضعتها فوق قلبي الذي راح يدق سريعا. أتريدين حقا أن تسمعي ما كتب.
( تسرع إلى الصندوق وتبحث).
ها .. ارفعي صوتكِ لا أكاد افهم، ماذا،إني لا اسمع .. ها، نعم يا أمي إني أُحسِنُ القراءة وهل هذا بالشيء العجيب .. اجل اعرفها أفضل منكِ .. العزيزة زينب هي من علمتني.
( تضحك باستحياء).
كنتُ في البداية غبية وأتعلم بصعوبة .. أنسى كثيرا ما حفظت.
( تقهقه عاليا وبانتشاء).
في يوم أمسكت العزيزة زينب بعصا وراحت تلسع أصابعي على كل غلطة أقع بها. تكرر وتعيد عليّ مرارا .. هذا باء، وليس ياء .. هذا جيم، وليس خاء .. وأصابعي تسخن من اللسعات وأنا اضحك واضحك.
( تقترب من رأس الأم بفخر).
دعينا من هذا الحديث. أتريدين حقا أن تعرفي ما كتب ليّ .. ها، ماذا، اجل عرفت انكِ متلهفة .. فاسمعي أيتها الطيبة:
حبيبتي الغالية، إلى متى هذا الجفاء لقلب انفطر بهواكِ، إلى متى . اني أتعذب يوما بعد يوم، ولا أنام الليل. أفكر بعينيكِ الجميلتين صباحا ومساء، فمتى يحن قلبكِ يا قمري وبهجة أيامي وسنيني القادمات، متى متى. أني انتظر الرد...
التوقيع
المسروق قلبه والعاشق إلى الأبد.
لم انم ليلتي تلك، تمرغت في الفراش حتى الفجر. ولما جاءت العزيزة زينب سألتها: كيف يكون الحب؟ ابتسمت ولم تقل شيئا. وقبل موعد قدومه بساعة ..
(تضحك).
بحثت عن القلم والأوراق، أتصدقين يا أمي رحت اكتب له، اكتب بسرعة، اكتب واكتب والورقة الأولى سودت ثم الثانية والثالثة. لا اعرف ولا ادري من أين أتت كل هذه الكلمات والجمل. كان قلبي هو من يكتب، هو من ينزف ويئن ما كتمته طويلا .. عشرون عاما يا أمي هل تسمعين، عشرون عاما.
(صمت).
حاولت وأنا اكتب أن أكون تلك الفتاة المغرمة .. العاشقة، المحبة. حاولت أن أكون شيئا واضحا، متجانسا .. لكن، لكن .
(يظهر عليها الانفعال).
لكن في ذلك اليوم تجمدْتُ أمام تلك النافذة. اجل تصلْبتُ في مكاني. كان واقفا وجميلا كعادته، ينظر بلهفة عينيه .. فلم اقدر أن ارمي رسالتي يا أمي، لم استطع. رأيت في تلك اللحظة وجهي أمامي .. حضر بكل قبحه وراح يطالعني باستهزاء..
(تمسك قطع المرايا).
ينظر إلي ويضحك بخبث ولا يكف عن ملاحقتي. حاولت أن أزيحه تلك الساعة، حاولت الهروب منه وطرده. لكن ظل يطالعني .. ساخرا مني ومن سعادتي. صرخت به، بصقت على وجهه، ضربته بيدي بكل عنف وشراسة.
( تلتفت إلى الأم).
هل تصدقين ضربت وجهي يا أمي. تصارعت معه وتعاركت.
( تعارك صباح نفسها).
خنقته، أطبقتُ على رقبته، حشرت رأسه على الجدار ورحت الْكِمَهُ والْكِمهُ .. والدماء انطلقت ولطخت يدي ووجهه ووجهي .. وهو لم يزل على سخريته وضحكاته.
( تطلقُ قهقهات هستيرية).
من يكون هذا الذي أراه؟ ما يكون؟ ما اسمه؟ ما صدق حقيقته؟ أنا هو أم أنا هي! صباح أنا أم صباح أنتِ!
( تدنو من الأم).
اسمك يا صغيري صباح والصباح بوجهين. الم تقولي هكذا يا أمي، الم تُسمعيها ليّ ... تعالي يا صباح، اذهبي يا صباح، اغسلي يا صباح، صباح يا ملعونة، صباح وصباح .
(تسقط على الأرض، وصوت الرعد يدوّي مزمجرا).
أين كان الله منكِ يا شرسة؟ كيف رضي بما فعلتِ! لماذا سكت؟ وأين اختفى حين صنعتِ ودبرتِ كل شيء؟ اااوه، كم أكرهك واحقد عليكِ يا أمي. سنوات وأنا احمل في صدري فكرة قتلكِ. مرارا تمنيت أن تموتي. وان لا أراكِ أمامي يا بشعة. لست نادمه على موتكِ. اجل ولستُ متأسفة أبدا. ذهبتِ وبلا رجعة.
(صمت).
آه، لو تدرين .. تلك الليلة كيف مرت.. تمنيت أن اكسر الباب وأهشمه فوق راسك، لتري حيرتي وحقدي عليكِ. لم تزل تلك الليلة عالقة في راسي .. اذكرها جيدا.. فتحت باب غرفتك بهدوء .. كانت الغرفة مظلمة وباردة .. رايتك فوق السرير، نائمة كما أنت ألان .. لا من حركة تند منك أو نفس .. كنت تغطين في نوم عميق .. دخلت حذرة ويدي ترتجف وهي تحمل سكين المطبخ الصدئة .. نعم أنا اخترتها صدئة وعتيقة وغير حادة النصل .. صممت أن أعذبك .. أن أطيل بعذابك ، وأنا اقطع عنقك على مهل .. اكتم أنفاسك .. ونصل السكين يشق ويقطع لحم عنقك بألم وببطء .. يحز عنقك بقسوة وببطء كبيرين.
( تقترب من الأم أكثر).
ألا أني تسمرت في مكاني وتصلبْت يدي، وأنا انظر إلى وجهكِ الغافي باستسلام .. كنتِ تحلمين مثل طفلة صغيرة نجحت بامتحانها الصعب .. فدنوت من راسك ورحت امسح جبينك قبل أن أقبلك واخرج مهرولة .. لا ادري لِمَ بكيت ساعتها؟ ولا افهم لِمَ بكيت بحرقة؟ هل من أجلك يا أمي .. أم من اجل ما حاولت الإقدام عليه .. أم بكيت من اجل تلك الليلة الجميلة التي جمعتني فيها أنا والعزيزة زينب.

( ذكرى)
(المكان غرفة صغيرة بنافذة مغلقة، تضيئها صفرة مصباح وحيد. كل شيء يبدو عليه الإهمال والقدم. كومدينو بقوائم خشبية قصيرة، ساعة حائط متوقفة، سرير غير مرتب الأغطية. نرى زينب في العشرين من العمر، مكتنزة الجسد، بشعر طويل وعينين براقتين، تقف جنب (الكومدينو) وتقلب في علبة. على بعد خطوات نلمح (صباح) جالسة على طرف السرير بقسمات جامدة.)
زينب: لا أجد قلم الكحل يا صباح؟
صباح: ( ببرود واضح) ابحثي جيدا.
زينب: هذا مكسور، والثاني قصير لا تستطيع أصابعي السيطرة عليه .. سيتلف عيني .
صباح: فتشي العلبة جيدا.
زينب: بحثت لأكثر من مرة حتى مللت.
صباح: (تقوم وتجاور زينب وتبحث معها) وما هذا يا زينب.
زينب: (تستغرب وهي مبتسمة) آوه، أين كان هذا اللعين.
صباح: أمام عينيك.
(زينب تمسك قلم الكحل وتسحب مرآة صغيرة من فوق الكومدينو وتقوم بتزيين عينيها على السرير).
زينب: قولي ليّ الصدق يا صباح، هل أعجبه غدا؟
( صباح تتشاغل بشيء ما).
زينب: أأبدو جميلة في عينيه أذا راني غدا؟
( صباح لم تزل تتصنع الاهتمام بشيء ما).
زينب: صباح .. صباح لِمَ لا تقولي شيئا .. ما الذي يشغلكِ الليلة؟
صباح: (تنتبه) ماذا يا زينب أكنتِ تكلميني. لم اسمع شيئا.
زينب: ماذا أصابكِ يا صباح ، بما تفكرين؟
صباح: لا شيء يا عزيزتي .. عن أي شيء كنتِ تسالين.
زينب: أني أسالك، هل أنا جميلة؟
صباح: (بنظرة شاردة وحزينة) جميلة!
زينب: أني مرتبكة وقلقة قليلا .. لكن أمي تقول انه ابن حلال.
صباح: أتحبيه؟
زينب: آوه، اللعنة لقد انتشر الكحل فوق عيني بشكل مخيف ( تتلفت حولها) هل من منديل (تتمعن جيدا في المرآة) لا، لا أني بشعة .. أين المنديل.
صباح: (ببرود) هناك، أسفل السرير.
زينب: (تضحك بعد أن التقطت المنديل) أبدو كوحش .. أذا راني بهذه الصورة بالتأكيد سيهرب بجلده مني.
صباح: (بهمس) تبقين ساحرة وجميلة مهما فعلتِ.
زينب: ماذا قلتِ.
صباح: لا شيء، لا شيء.
زينب: صباح لِمَ لا تشتري مرآة اكبر من هذه اللعينة.
صباح: اكبر من ماذا؟
زينب: هذه، أنها وسخة وصدئة أيضا.
صباح: أتمزحين.
زينب: امزح لماذا؟.. في البيت أتزين بأكثر من مرآة .. لكل واحدة استعمالها الخاص .. واحدة لعيني وأنا أكحلهما، وأخرى كبيره لشفتي، وأخرى لشعري، ألا أن أحلاهن وأقربهن إلى نفسي تلك التي أرى فيها جمال جسدي.
صباح: لا حاجة لي ..
زينب: (بصوت مازح) وما هو السبب يا حلوتي؟
صباح: أنت تعرفين السبب، ولا حاجة للشرح.
زينب: (وهي تجاورها صباح وتلاعب شعرها) أنا اعرف فقط، بان لكِ شعرا جميلا وعينين ساحرتين.
صباح: (تبتسم بسخرية) أي، نعم صحيح.
زينب: (تقوم بتكحيل عيني صباح) عيناكِ يا صباح تحملان سحرا ولمعة خفية، لا استطيع مقاومتهما.
صباح: (تتضايق قليلا) كفى، كفى، لا، لا.
زينب: آه، لو كنت املك مثلهما.
صباح: (بانفعال تبعد زينب) لا، لا.. ابتعدي عني .. ماذا تفعلين.
زينب: (مرتبكة) ماذا بك يا صباح، ما الذي حصل، هل أسئت أليك.
صباح: خداع في خداع.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
قصة رجل حر
عضو فضي
عضو فضي
قصة رجل حر


ذكر
عدد الرسائل : 1959
العمر : 37
عدد نقاط نشاطك في المنتدي : 93655
تاريخ التسجيل : 20/04/2007

وجه للصباح Empty
مُساهمةموضوع: رد: وجه للصباح   وجه للصباح Emptyالجمعة 23 مايو - 20:27

زينب: ما الذي فعلت.
صباح: الا تعرفين( يدنو منها غاضبا) ألا تعرفين .. صحيح، نعم صحيح، هي أكاذيب أخرى، أكاذيب اسمعها من جديد.
زينب: ما الذي تقوله يا صباح، أي خداع وأي أكاذيب.
صباح: تسخرين وتستهزئين مني مثل الأخريات.
زينب: من، أنا!
صباح: كلكم متشابهون.
زينب: حتى أنا يا صباح.
صباح: اجل، حتى أنتِ تمثلين علي وتلعبين دور الطيبة والمحبة.
زينب: أنا، ماذا فعلت؟
صباح: أكاذيب في أكاذيب .. مرارا كنت اسمعهنَ وهن يتضاحكنَ ويقهقهنَ علّي .. نعم اسمعهنَ يصفني بالبشعة والغوله.
زينب: لكني يا..
صباح: صحيح، صحيح تختلفين عنهن أليس كذلك.
زينب: انك لا تدري ما اشعر به.
صباح: اجل، اعرف ما تشعرين به من تسلية جميلة ولعبة مسلية .. اصدقيني يا زينب ( يلتف حولها) كم ضحكتِ في سّرك علّي، وكم بصقتِ على هذا الوجه ( تشير لوجهها) وأنتِ تلّطخيه بالكحل .. ماذا صْرتُ الآن بنظرك .. ها، ماذا أصبحت، قردا أم مسخا بشعا يثير الضحك والعطف.
زينب: كفى، كفى.
صباح: (تمسك يد زينب بعنف) هاتِ هذا القلم.
زينب: (تطلق صرخة مكتومة) لا، لا ماذا تفعل؟
صباح: (تكحل وجهها بعصبية) ما رأيكِ الآن بهذه الزينة(تضحك) ها، كيف أبدو لكِ (تقترب منها أكثر) هل يكفي هذا ويفي بالغرض .. لا، لا بالتأكيد لم يكتمل جمال هذا الوجه.
(تجلب علبة الماكياج وتنثر أشيائها)
صباح: انظري جيدا القليل من احمر الشفاه هنا ( تدهن وجهها) والقليل من الأزرق فوق العينين( تدهن) والأبيض على كل الوجه(تدهن وتقترب من زينب) أظن بان زينتي قد اكتملت.
زينب: ( صامته بارتباك).
صباح: هيا كوني صادقه واضحكي أمامي، فلقد مللت هذا الخداع(بعصبية) ها، لِمَ لا تكركرين من الضحك. اعرف ستذهبين بعد قليل إلى صديقاتك وتخبريهن بتسلية هذا اليوم، وكم كانت جميلة ومضحكة.
زينب: كفى، لِمَ تفعل بي هكذا؟
صباح: أنا الذي افعل آم أنتِ.
زينب: أنت يا صباح .. لماذا تريد مني أن أكرهك وأبغضك؟
صباح: أنا؟
زينب: اجل، كل ما حاولت ألتقرب منك .. كل ما حاولت جاهدة أن أرضيك تصدني وتبعدني وتنزل عليّ بأبشع ما لديك من كلمات.
صباح: لأنكِ منهم، تشبهينهم في كل شيء.
زينب: (تنشج باكية) أنت لا تحس بما اشعر به، انك لا تفهم صدق مشاعري ولا تدرك ما احمله من حب.
صباح: مشاعر، يا لها من كلمة جميلة مغلفة بالخداع.
زينب: أني احبك يا صباح فهل تفهم.
(فترة صمت قصيرة).
صباح: (تقترب بتردد من زينب) أرجوكِ يا زينب كفى بكاء، لم اقصد ما قلت.
زينب: (بصوت خافت متمرد) ابتعد عني .. ابتعد عني.
صباح: صدقيني يا عزيزتي لم أكن اقصد ما قلت.
زينب: (تمسح دموعها) اذهب بعيدا عني، ولا أريد أن اسمع منك شيء.
صباح: (تمسك بمشط وردي اللون وتقوم بتسريح شعر زينب بلطف) لا تزعلي ولا تغضبي مني يا عزيزتي، أني اعتذر.
زينب: (تحاول أبعادها بود) لا، لا أريد .. اتركيني، اتركيني لحالي.
صباح: صدقيني كنت امزح معك، نعم كنت امزح فقط.
زينب: ها، تمزحين؟
صباح: لم اعرف انكِ ضعيفة القلب وتصدقين كل ما أقول.
زينب: (تلتفت برأسها إلى صباح وتنظر إليها غير مصدقة).
صباح: (لم تزل تسرح الشعر) نعم، امزح وهل من المعقول أن أكرهك واغضب منك .. وألان اخبريني هل سيأتي ابن الحلال هو وأمه غدا.
زينب: (لا تجيب).
صباح: ماذا ستلبسين ليوم غد.
زينب: لا ادري.
صباح: اهو جميل؟
زينب: (لا تجيب).
صباح: هل تحبيه؟
زينب: (تمسك بيد صباح وتضعها على خدها) دعك من هذا الحديث، أني أفكر بك دائما يا صباح.
صباح: وأنا كذلك.
زينب: آه، لو تعرفين كم احبك.
صباح: وأنا أيضا يا زينب.
زينب: كم هما مسكينان قلبي وقلبك يا صباح.
صباح: (لا تجيب)
زينب: كم احبك يا صباح وكم حلمتُ بك، لكن ما يكون من أمر هذا الحب؟
صباح: (تتوقف عن تسريح شعر زينب بعد أن يغلف الصمت وجهها).
زينب: أني خائفة .. احضني إلى صدرك .. ضمني بعنف.
صباح: (على صمتها)
زينب: (مرتجفة الجسد) ضمني أليك بقوة .. دفني بصدرك يا صباح .. دفني يا صباح.
صباح: (على جمود وجهه) دائما اسأل نفسي ما هو الحب؟ وكيف أحب؟ وهل أحبُ يوما.
( زينب تسحب صباح، تجلسها قربها. تقبلها، تحضنها أكثر فأكثر. يتلاصق الجسدان، والأصابع تتشابك، ترتفع الآهات. ينامان فوق السرير، يتقلبان ويسمع اللهاث يرتفع ويرتفع).
( يزمجر الرعد بقوة في الخارج وتنتبه صباح فجأة كما لو أفاقت من حلم ).
صباح: لم أزل اذكرها جيدا تلك الليلة يا أمي. قبلتني العزيزة زينب، ضمتني أليها وعصرت صدري. قبلتها أنا أيضا. أحسست برعشة جسدها وبطعم شفتيها. آه, تقلبنا فوق الفراش، تمرغنا طويلا، والقبل ظلت تأكل الشفاه. أتصغين يا أمي نمنا معا ..
( حركاتها منفعلة).
اجل يا أمي نمنا متعانقين، متحاضنين .. وفي أخر الليل بكيتُ على صدرها بحرقة .. بكيت وصرخت لأني لم اقدر أن افعل شيء. لأني لا ادري ما كنت فيه تلك الليلة؟ والعزيزة زينب بكت معي تلك الليلة وقالت أني احبك يا صباح، لكن لا اعرف كيف احبك ؟ آه، يا أمي أكاد اختنق، سحقا سحقا.
(صمت).
لستُ بساخط ولا بناقم على ما فعلتِ يا أمي. أني أدرك لِمَ قمتِ بذلك. كنتِ تخافين صمت هذا البيت ووحشة الفراق. كما أنا ألان أتلفت وأدور فلا شيء يواسيني من بعدك.
( تتربع جالسة جوار الأم).
احبكِ يا أمي واعرف مدى طيبتك .. واعلم مدى خوفك عليّ .. فأحيطيني اليوم بين ذراعيكِ وقصي من حكاياتك الجميلة كما كنتِ تفعلين. آه، فكم أعوزها وأتلهف لسماعها الآن.
(تمسح صباح وجه الأم، تقبله ثم تضمه إلى صدرها).
كنتُ أنام على حِجْركِ مطمئنا واسمع ُحكايات البنات .. ودائما عن البنات الجميلات. عن تلك البنت الحلوة التي أحبها الأمير من أول نظرة .. وعن البنت الطيبة التي تسمع وتطيع كلام أمها .. فيما أنا أغفو واحلم بسلام بين ذراعيكِ.
( تدق الساعة).
آه، أين أنتِ ألان مني يا أمي .. الليل أوشك أن ينقضي، وفجر الغد يلوح بوجهه، فاخبريني قبل أن تذهبي .. افتحي عينيكِ وقولي ما أنا علية ألان؟ هيا فكم أتلهف لسماعها. ها، لا اسمع .. لا افهم ما تقوليه .. نعم، ما من أحدا غيرنا، الكل نيام ولا من أذن تسمع .. ماذا؟
( لحظة تفكير ثم تومئ برأسها وتقوم).
ها، اجل فهمت ما تريديه، اجل عرفت الآن.
( تحمل الشخصية صباح جثمان الأم ، تسحبها بقوة وعنف قرب الأريكة .. تسندها وتهرول إلى الخزانة ، تفتحها، تبعثر أغراضها ثم تلتقط صرة سوداء وتأتي لاهثة).
ها هي يا أمي .. ها هي صرة بختكِ السحرية .. كنز النسوة .. هيا، ابدئي فليس من حجة لكِ بعد الآن.
(تتربع جالسة قرب الأم وتفتح الصرة تنثر أشياءها بعنف، قواقع وأصداف وخرز وخواتم ).
لطالما أفرحتِ وأسعدتِ بها نسوة .. هو عالمك يا أمي .. فمن يعرف أكثر منكِ .. هيا، اجمعي العالم، شكليه، اصنعيه، احبكي مصائر .. اكشفي مصائر، فليس الوقت ملكا لنا.
(لحظة صمت قصيرة).
سنوات يا أمي وأنا أرى النسوة تأتي شاحبات الوجه وحزينات .. كن يسألنك الحل والخلاص:
( صباح تقلد أصوات بعض النسوة وهي تتقافز حول الأم).
صوت: آه، يا أم صباح هو الزوج قد عاد من الأسر، يشق الأرض بمحراثه لكن ما من نبت أو حصاد.
صوت: وأنا يا أم صباح عليلة الليل والنهار .. غادر الحبيب فلا من خبر منه أو مرسال.
صوت: هو صغيري قد جند قبل أيام .. فاصنعي حجابا يحفظه ويحميه من العين والشر.
( صباح تمسك بيدي الأم وتمسحهما فوق الأصداف والخرز والدبابيس).
اسمعي يا أم سعد، اذبحي عند المساء ديكا سمينا وستُشفى ابنتكِ .. وأنتِ نامي مع زوجك الليلة وسيكون لكِ ما تترجين .. وأنتِ أني أراه يأتي أليكِ عما قريب. وأنتِ وأنتِ. والنسوة يخرجن فرحات منتشيات .. يزغردن من الفرح ويقبلن وجهكِ ويديكِ.
( تزغرد صباح بهستيرية).
لكن لم تتجرئي يوما وقلتِ: تعالي يا صباح اقرأ بختك .. تعالي اكتشف طالعك. دائما تتهربين مني .. تتحججين بأتفه الأسباب ثم تهربين. اليوم ليس لكِ من مفر. لن اقبل بكل التوسلات ولا بأي مساومة. لا تتذرعي بشيء ولا تتصنعين التعب أو الإعياء. لا، لن يمنعني عنكِ اليوم شيء. أريد الليلة أن اسمع، أن اعرف.
(صمت قصير).
ما بكِ لا تتفوهين بشيء، أعجزتْ أعاجيبكِ وخرسُتْ أمامي؟ أين ولّتْ قُدرْاتك السحرية أين اختفت؟
(تقترب من الأم وهي تحمل بيديها قواقع وأصداف وخرز وخواتم).
لا، لا تشيحي بوجهكِ عني، ولا تحاولي أن تتجاهليني. لن ينفع كل هذا، فلا من مهرب اليوم. تمعني، أتوسل أليكِ أن تتمعني وتبدئي. اجمعي، انثري .. هيا، هيا لِمَ لا تبدئي .. هيا اقرئي طالعي، اظهري ما يتجلى ليوم غد. أريد أن اعلم ما يخبئ من خفايا، فانا راضيه وقانعة بما صرت علية .. نعم، أنا راضيه وقانعة بما صرت علية.

( رؤيا )
( ظلمة خفيفة تخيم على الحوش. مجموعة من النسوة تولول وتنوح وهي تترك البيت خارجة. تظهر الأم بمفردها بثياب سود قاعدة على بساط فرِشَ قُربَ درجات السطح. شعرها منكوش ووجهها ذابل ومتعب القسمات، تحضن بين ذراعيها طفلا رضيعا .. هي لا ترى أحدا أمامها وتكلم نفسها دائما بصوت خفيض. قريبا من الباب تقف الشخصية صباح بنفس ثيابها. تنظر وتتمعن بالأم لا تقترب منها، ولا تقدر أن تلمسها).
الأم: آه، أي مصيبة وقعت فوق راسي .. وأي لعنة أنا بها .. فقد الأب ولا من خبر منه.
صباح: (بحركات متصنعة) هو جدي الذي لم أره، أليس كذلك ..
الأم: (تكلم طفلها) وأمس يا صغيري أتوا بابيك محمولا على الأكتاف .. سرقته الحرب أيضا.
صباح: آوه، أبي هو الأخر لم أره.
الأم: نعم، أكلته التي لا تشبع ولا ترحم.
صباح: (تتأمل ألام صامته).
الأم: (وهي تتحدث مع الصغير) من يقدر على الأيام يا صغيري، ومن يحزر ما تُخبئ يا حسرة.
صباح: (بصوت خفيض) صدقتي يا أمي.
الأم: فما من احد يقرر حياته كيف تكون .. ها هو أبوك الغالي ودعني من دون وداع.
صباح: (صامته).
الأم: آه، كم تمنيت أن أعيش في بيت بسيط، مع زوج محب وأطفال يلهون ويتمازحون أمامي.
صباح: حتى هذه الأمنية البسيطة، لم اقدر أن احلم بها يوما يا أمي.
الأم: وها أنا الآن وحيدة، عارية أمام هذه الحياة .. كلهم ذهبوا وتركوني في بيت لا هواء فيه ولا نفس.
صباح: (بابتسامه بلهاء) أنا هنا يا أمي .. أنا هنا.
الأم: انجدني يا الهي .. وأعطني من صبرك القليل.
صباح: (مستغربه).
الأم: أستغفرك يا الهي على ما أنا مُقدمة عليه.
صباح: ما الذي ستفعلينه؟
( الأم تحضن الصغير ثم تتركه وتقف، تتلفت حولها، تمشي خطوات، تقف ثم تستدير للصغير بوجه مصفر)
الأم: ستغفر لي عندما تكبر، وستعرفُ كم احبك يا صباح.
صباح: على ماذا؟
(تذهب الأم مسرعة ناحية المطبخ، تغيب هناك لفترة، وتسمع ضجة أواني وقدور ثم تأتي وفي يدها سكين لامعة)
صباح: ما هذا يا أمي .. ماذا تصنعين بالسكين؟
الأم: (تكلم نفسها وتنظر إلى السكين) هل تطاوعني يدي.
صباح: على أي شيء؟
الأم: هل اقدر .. فعلها ابن جارتنا منذ سنة، فلم يأخذوه.
صباح: فعل ماذا يا أمي؟
ألام: نعم لم يتردد ولو للحظة .. كان قلبه مثل الصخر.
صباح: ماذا فعل؟
الأم: لن أتردد .. ولن ترتجف يدي أو تخونني.
صباح: ما هو الأمر يا أمي؟
الأم: (تمسك طفلها) سبابتك أو ذراعك يا صغيري تكفي لخلاصك من الحرب.
صباح: (غير مصدقه) ماذا تقولين؟
الأم: (تكلم نفسها بصوت هامس) سبابتك يا صباح هي الأصغر ولا تحدث تشويها كبيرا إن قطعتها؟
صباح: (تمسك سبابتها).
الأم: (وهي مفكرة) لا، سأقطع ثلاثة من أصابعك .. نعم سأقطع ثلاثة، لعلهم لا يكتفون بسبابة واحدة.
صباح: (تتلمس أصابعها لفترة ثم تبتسم) أصابعي فقط .. ولا غير سوى أصابع.
الأم: (تمسك يد الصغير تقبلها ثم تنتفض صارخة) لا اقدر على هذا الفعل يا الهي .. أي عذاب هذا، وأي امتحان أنا به.
صباح: افعلي يا أمي فالأمر سهل .. اقطعي، هيا امسكي السكين وابتري ثلاثة أصابع أو أربعة .. هيا افعليها.
الأم: (ترمي بالسكين بعيدا) اقطع يدي ولا أمس شعرة من راسك يا صباح.
صباح: لماذا لم تقطعي .. فكم كان هذا أهون عليّ.
الأم: كيف فكرت بهذا الجنون، كيف طاوعتني يدي وحملت السكين.
صباح: الأمر كان سهلا يا أمي .. كان سهلا.
(تضم الأم طفلها وتقبله ثم صمت ليس بالقصير).
الأم: لا مفر لي من هذه الحرب إلا حيلتي يا صغيري.
صباح: اللعنة، ها هي حيلتك قد بدأت ألان.
الأم: ولمن أعيش إذا أخذتك الحرب مني.
صباح: الم تفكري مع نفسك ولو للحظة، ما أكون عليه بعدها يا أمي.
الأم: اجل سأحميك يا قلب أمك .. وقد سمعت بان الحرب خدعة، وأنت خدعتي على هذه الحرب.
صباح: (بغضب) ما من تبرير في هذا العالم يعطيك البراءة على هذا العمل؟
الأم: حبي وخوفي عليك يجراني إلى هذا الفعل.
صباح: أكاذيب، أكاذيب أخرى.
الأم: ستفهم حين تكبر ما معنى أن تحب.
صباح: اللعنة، ماذا أقول لها .. أي حب يا بشعة الذي تتحدثين عنه.
الأم: أنت كل ما املك من دنياي .. من لي غيرك إذا مُت ولمن أبقى.
صباح: إلى الجحيم .. إلى الجحيم.
الأم: ماذا لو كبرت يا قلب أمك، والحرب لم تزل تأكل الأخضر واليابس.
صباح: (تدور حول نفسها).
الأم: هل تأخذك مثلهم.
صباح: (صمت)
الأم: لا، وألف لا .. لن ادعها تأخذك مني. أنت كل ما املك من دنياي. أنت طعمها يا صباح .. من لي غيرك أذا فارقتني ولمن أبقى؟
صباح: فدبرتِ حيلتك، أليس كذلك؟
الأم: صباح، مالي ألا حيلتي.
صباح: وأنا كنت العب وألهو قريبا منكِ.
الأم: ما من باب يفتح عليك بعد اليوم .. سأسد عليّ بابي وأغلق السطح والشباك.
صباح: (تتلفت حولها) بدا الجحيم .. بدا الجحيم.
الأم: من الساعة عليّ أن أداري واخفي حيلتي.
صباح: اااووه.
الأم: أنت صغيري ابن سنتك الأولى، لم تأخذ من الدنيا شيء ولم تطعمك من سلوكها شيئا بعد.
صباح: وأنا كنت ابتسم واستمع لما تقولينه.
الأم: مالي ألا الحيلة، وحيلتي على الزمن اللعين هو أنت.
صباح: (بغضب) نعم فهمت .. والله فهمت.
(وحدها صباح تسمع طرقات خفيفة على الباب ثم دقات الساعة).
صباح: ها، جاءوا يا أمي، لقد جاءوا.
الأم: سأخفيك عن الناس يا قطعة من فؤادي.
صباح: (وهي تنصت للطرقات) اجل لقد حان الوقت، حان الوقت.
الأم: وعين الناس مرآة الغائب عنها غائب إلى الأبد.
صباح: (تتلفت حولها مرعوبة كما لو كانت تحاول أخفاء شيئا ما).
الأم: لا تخف يا صغيري، للزمن على الذاكرة سلطان لا يرحم اسمه النسيان، فلا من خوف.
صباح: لا، لم يحن الوقت بعد، هل تسمعون .. لم يحن الوقت.
الأم: (تضم صغيرها إلى صدرها وتلاعب رأسه) يا وجع قلبي يا صباح .. واسمك بوجهين للذكر والأنثى فلا خوفا منه.
صباح: (بصوت لاهث) نعم يا أمي.
الأم: (بصوت خفيض) سأطلق شعرك واصبغه بالحناء.. واعمل منه ضفائر ثم ألبسك الثوب الملون.
صباح: (تمسك ثوبها، والباب يرتج بعنف)
الأم: والناس لها الظاهر تصدق ما تراه.
صباح: وأنا مثل الأبله كنت انظر أليكِ واضحك.
(ترتفع الطرقات على الباب).
الأم: لكن خوفي من سؤال الناس الملحاح عنك يا صباح .. أين الصغير .. كيف حالة .. منذ وقت طويل لم نره .. لماذا لا يلعب مع الصغار ..
صباح: (تشير ناحية الباب) نعم يا أمي .. الناس لا ترحم مثل هؤلاء.
الأم: لا تخف يا صغيري ما من مشكلة إلا ولها الحل والتدبير.
صباح: فما كان الحل؟
الأم: ما من مفر، حيلتي يجب أن أواريها، ساترك البيت والشارع.
صباح: إلى أين؟
الأم: سأذهب إلى أخواتي يسكنن بعيدا.. نعم أخوات لهن سبع بنات، ستتربى معهن وتعيش.
صباح: أي فكر شيطاني هذا يا أمي.
(يرتج الباب أكثر فأكثر من اثر الطرقات).
الأم: (مشرقه الوجه) ومع الأيام والأشهر والسنين ستأخذ منهن يا روح أمك، المشية والضحكة والكلمة اللينة.
صباح: لا، لا.
الأم: وأقول أمامهن تعالي يا صباح، اذهبي يا حلوتي، العبي، ارقصي.
صباح: (تسرع إلى الباب وتحاول حماية الباب من السقوط) كفى، كفى .. اللعنة عليكم .. واللعنة عليكِ يا أمي .. اللعنة عليكِ وعلى الناس في وقت واحد.
الأم: وهكذا يا صغيري ستعيش معي وتكبر أمام عيني .. ولن تفارقني أبدا، أبدا، أبدا.
(تدق الساعة.. يفتح الباب.. تصرخ صباح وتسقط على الأرض)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ahOod
عضو نشط جداً
عضو نشط جداً
ahOod


انثى
عدد الرسائل : 3831
العمر : 30
عدد نقاط نشاطك في المنتدي : 93113
تاريخ التسجيل : 23/05/2007

وجه للصباح Empty
مُساهمةموضوع: رد: وجه للصباح   وجه للصباح Emptyالجمعة 23 مايو - 21:12

:thank:
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
خالد قابل رئيس الموقع
رئاسة الموقع
رئاسة الموقع
خالد قابل رئيس الموقع


ذكر
عدد الرسائل : 6382
Localisation : القاهره Emploi : مخرج مسرحي عدد نقاط نشاطك في المنتدي : 100620
تاريخ التسجيل : 09/03/2007

وجه للصباح Empty
مُساهمةموضوع: رد: وجه للصباح   وجه للصباح Emptyالجمعة 23 مايو - 21:57


ايه كل ده يا شلقامي لو في معلومه مهمه مش هاعرف اخدها
الموضوعات طويله جدا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://theater.jeun.fr
بنوته مصريه
عضو فضي
عضو فضي
بنوته مصريه


انثى
عدد الرسائل : 1893
العمر : 40
عدد نقاط نشاطك في المنتدي : 91292
تاريخ التسجيل : 18/03/2008

وجه للصباح Empty
مُساهمةموضوع: رد: وجه للصباح   وجه للصباح Emptyالسبت 24 مايو - 0:38

انا اتخنقت يا شلقانى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
قصة رجل حر
عضو فضي
عضو فضي
قصة رجل حر


ذكر
عدد الرسائل : 1959
العمر : 37
عدد نقاط نشاطك في المنتدي : 93655
تاريخ التسجيل : 20/04/2007

وجه للصباح Empty
مُساهمةموضوع: رد: وجه للصباح   وجه للصباح Emptyالسبت 24 مايو - 1:03

شلقامى لو سمحتى
انا عارف دا نص طويل
بس دا هوايتى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
وجه للصباح
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدي شباب المسرح :: اقسام الفديو :: منتدي المسرحيات-
انتقل الى: